أمريكا ترسل أكبر طائرة عسكرية في العالم قرب إيران.. ضربة وشيكة أم تهديد للعودة للمفاوضات؟

في تطور مهم وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، نشرت القوات الجوية الأمريكية أكبر طائرة نقل عسكري في العالم، وهي C-5M Super Galaxy، في قواعدها بالمملكة العربية السعودية قرب الحدود الإيرانية.

ووفقًا لمجلة “نيوزويك” الأمريكية، أكدت بيانات تتبع الرحلات الجوية من “Flightradar24” أن طائرة الشحن الضخمة انطلقت من قاعدة أفيانو الجوية الإيطالية إلى الرياض في وقت متأخر من ليلة الخميس، مما يُؤكد تنامي الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

أهمية النشر العسكري للطائرة

وتشتهر طائرة C-5M Super Galaxy، التي تُعد من ركائز القوات الجوية الأمريكية منذ عام 1970، بسعة حمولتها الهائلة، حيث تستطيع نقل المعدات العسكرية الثقيلة مثل الدبابات والمروحيات والمركبات الكبيرة بحمولة تتجاوز 281,000 رطل ومدى يصل إلى 2,150 ميلا بحريا.

يُمثل وصول الطائرة C-5M Super Galaxy إلى المملكة العربية السعودية رسالة واضحة عن جاهزيتها الاستراتيجية. وبينما رفضت وزارة الدفاع التعليق على الأسباب المحددة وراء هذا النشر، فمن المفهوم على نطاق واسع أن المهمة الرئيسية للطائرة هي الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية الجارية في المنطقة.

تصاعد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران

وتأتي هذه الخطوة في مرحلة حرجة، حيث يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية انضمام الولايات المتحدة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، القريبة جغرافيا من المملكة العربية السعودية.

وقد أعلن البيت الأبيض عن مهلة أسبوعين لاتخاذ القرار، مما يعكس التوازن الدقيق بين الخيار العسكري واحتمالات الحلول الدبلوماسية..

وأكدت صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أن: “هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تتم أو لا تتم في المستقبل القريب”، معبرة عن انفتاح الإدارة على التوصل إلى حل دبلوماسي، حتى مع تكثيف الاستعدادات العسكرية.

الحشد العسكري وتصاعد الصراع

وأفاد مسؤولون أمريكيون بزيادة في نشر الطائرات المقاتلة المتطورة، بما في ذلك طائرات إف-16 وإف-22 وإف-35، في المنطقة، مما يؤكد وجودا جويا أمريكيا قويا.

ويُعد نشر طائرة سي-5 إم جزءا من هذا التعزيز الاستراتيجي الأوسع، مما يُبرز التزام الولايات المتحدة بدعم حلفائها وردع العدوان الإيراني.

وفي غضون ذلك، شنت إسرائيل ضربات متتالية على مواقع نووية إيرانية، مما أسفر عن مقتل كبار القادة العسكريين الإيرانيين. وقد أدى ذلك إلى تبادل مكثف لإطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران، مما أثار مخاوف دولية من نشوب صراع أوسع.

الاستجابات الدولية والجهود الدبلوماسية

وتشارك القوى الأوروبية بنشاط في محاولة تهدئة التوترات، حيث يجتمع وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف، سعيا لتهدئة الوضع عبر القنوات الدبلوماسية.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: “نحن مصممون على ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا أبدا… هناك فرصة سانحة الآن خلال الأسبوعين المقبلين للتوصل إلى حل دبلوماسي”.

وردد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الرأي، داعيا إلى “مفاوضات شاملة” تهدف إلى نزع السلاح النووي وتقييد قدرات إيران الصاروخية الباليستية وتمويل الجماعات المزعزعة للاستقرار.

اقرأ أيضًا.. القوة العسكرية لن تحل أزمة الشرق الأوسط.. النووي الإيراني يتحدى الحلول البسيطة

تصريحات القيادات ورؤية مستقبلية

كما أكد الرئيس ترامب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الهيمنة الجوية الأمريكية على إيران، وألمح إلى مراقبة دقيقة للمرشد الأعلى الإيراني، لكنه استبعد استهدافه المباشر. وحذر ترامب قائلا: “صبرنا ينفد”، مؤكدا عزم الولايات المتحدة على منع الهجمات على المدنيين أو القوات الأمريكية.

وردا على ذلك، أطلق المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تحذيرا شديد اللهجة قال فيه: “الحرب تُقابل بالحرب، والقصف بالقصف، والضربة بالضربة”، مشيرا إلى استعداد إيران للرد بقوة في حال اندلاع صراع.

زر الذهاب إلى الأعلى