أمريكا تُطلق وحدة عمليات تجريبية لدمج الطائرات المسيرة بالأسطول الجوي

دشَّن الجناح 53 التابع لسلاح الجو الأمريكي وحدة العمليات التجريبية (EOU) بشكل رسمي، خلال حفل عسكري أُقيم في قاعدة نيليس الجوية بولاية نيفادا .. وبعد أن عملت كمفرزة منذ عام 2023، باتت الآن وحدة عمليات مكتملة تُعادل سربًا رسميًا ضمن الهيكل التنظيمي، وذلك لدمج المسيرات مع الطائرات المأهولة.

الجيش الأمريكي يستهدف دمج الطائرات المسيرة إلى جانب المقاتلات

يُمثِّل هذا التفعيل خطوة رئيسية ضمن استراتيجية أمريكا وقواتها الجوية لدمج طائرات القتال التعاونية (CCA) بشكل فعّال بحلول نهاية العقد، بما يُحدث تحوُّلًا جوهريًا في مفهوم القوة الجوية.

مهمة الوحدة: تحويل الأفكار القتالية إلى قدرات تنفيذية

تضطلع وحدة EOU بدور أساسي في تسريع تحويل المفاهيم القتالية المستقبلية إلى قدرات عملياتية جاهزة للتنفيذ.

تركّز الوحدة على تطوير الطائرات غير المأهولة مثل CCA من الناحية التقنية والتكتيكية منذ المراحل الأولى، بما يضمن جاهزيتها للنشر وثقتها العالية في ساحة المعركة.

وستقود جهود المحاكاة والاختبارات الميدانية لتطوير تكتيكات جديدة تُمكّن من تنسيق فعال بين المقاتلات المأهولة والمنصات الذاتية.

طائرات CCA: العمود الفقري للقوة الجوية المستقبلية

تُعتبر طائرات القتال التعاونية (CCA) ركيزة أساسية في رؤية القوات الجوية الأمريكية المستقبلية، إذ تُطوّر لتكون منصات متعددة الاستخدامات وقليلة التكلفة، قادرة على العمل جنبًا إلى جنب مع مقاتلات F-22 وF-35، بالإضافة إلى أنظمة الجيل السادس تحت مظلة برنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم  (NGAD).

وتعتمد هذه المنصات على الذكاء الاصطناعي لتنفيذ أدوار متنوعة، منها الحرب الإلكترونية والاستطلاع والاتصالات، وربما حتى المهام الهجومية حسب الحاجة العملياتية.

الفريق القتالي المشترك: نموذج جديد للمعارك الجوية

يرتكز مفهوم CCA على تمكين طائرة مأهولة واحدة من قيادة وتنسيق عدة طائرات غير مأهولة ضمن تشكيل مرن يوزّع القوة والمهام، مما يقلّل من المخاطر على الطيارين ويرفع من فرص النجاة.

وتتنوع هذه الطائرات بين منصات منخفضة التكلفة وقابلة للاستنزاف، وأخرى أكثر تطورًا وفعالية، جميعها تسهم في تحقيق هدف “الكتلة القتالية المتوفرة فورًا” الذي يُعد ضروريًا في مواجهة خصوم من ذات المستوى.

دعم مباشر لرؤية القيادة الجوية الأمريكية

يأتي تفعيل وحدة EOU انسجامًا مع رؤية رئيس أركان سلاح الجو الأمريكي، الجنرال ديفيد دبليو ألفين، التي تُعلي من قيمة السرعة والمرونة والابتكار.

ويمثل برنامج CCA أداة رئيسية في سباق القوات الجوية نحو التفوق على منافسين استراتيجيين كالصين وروسيا، عبر تكامل ذكي بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة في ساحات القتال المتقدمة.

اختبارات ميدانية وتكامل مع مراكز الابتكار العسكري

ستعمل وحدة EOU عن كثب مع مراكز التطوير مثل مركز الحرب الافتراضية ومركز الاختبار والتدريب المتكامل في قاعدة نيليس.

ومن خلال مزيج من التمارين الحية والمحاكاة الافتراضية، سيتم استكشاف أفضل الأساليب لتعزيز التنسيق بين العنصر البشري والآلي، بما يدعم تطوير نماذج جديدة للقيادة والتحكم والتدريب القتالي في بيئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تحوّل في العقيدة .. من المنصات إلى القدرات

يمثل إنشاء وحدة EOU تحولًا عميقًا في فلسفة سلاح الجو الأمريكي، من التركيز على تطوير المنصات الفردية إلى بناء قدرات شبكية مرنة قابلة للتكيف.

ويأتي ذلك في إطار دمج أنظمة القيادة والسيطرة المشتركة كدعامة أساسية لقوة جوية حديثة، تضمن استجابة ذكية وفعّالة لتهديدات متغيرة وسريعة.

الرسالة واضحة: مستقبل القتال الجوي سيُحدَّد بالذكاء الجماعي، والابتكار المتسارع، والتكامل الفعّال بين الإنسان والآلة.

اقرأ أيضًا: أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل.. دولة أوروبية تستعد لاستلام نظام الدفاع الجوي “أرو 3”