سياسة

أمن الصومال أم عزل إثيوبيا..هدف مصر الإستراتيجي في القرن الأفريقي

أدى التدخل المصري الأخير في الصراع الإثيوبي الصومالي إلى تصعيد التوترات في جميع أنحاء منطقة القرن الأفريقي، مما أثار تساؤلات حول دوافع مصر لهذا التدخل، وذلك بحسب تحليل موقع جاروي أون لاين، نقله خاص عن مصر.

مع إرسال مصر أسلحة إلى الصومال بموجب اتفاقية دفاعية، فإن المنطقة تكافح مع العواقب المحتملة لهذا التدخل، حيث يقترح العديد من المحللين أن تصرفات مصر مدفوعة أكثر بالرغبة في السيطرة الإقليمية والتنافس الاستراتيجي مع إثيوبيا وليس بالقلق على أمن الصومال.

تسليم الأسلحة والتعاون العسكري

برزت مشاركة مصر عندما سلمت أسلحة إلى الصومال خلال عطلة نهاية الأسبوع، بموجب اتفاقية دفاعية بين البلدين. وقد أثارت هذه الخطوة، إلى جانب المشاركة المتوقعة لمصر في بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال (AUSSOM)، المخاوف. في حين تؤكد مصر أنها تؤدي دورها في دعم أمن الصومال، يرى المحللون الإقليميون أن هذا جزء من لعبة شطرنج جيوسياسية أوسع نطاقًا، وخاصة في سياق علاقتها المتوترة مع إثيوبيا.

نزاع سد النهضة: الهدف الحقيقي لمصر؟

يكمن جوهر القضية في النزاع المستمر بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي. يهدد السد، الذي كانت إثيوبيا تملأه على مراحل، بتغيير تدفق نهر النيل، وهو مصدر مياه حيوي لمصر. لطالما قالت القاهرة أن السد سيقلل بشكل كبير من المياه التي تصل إلى مصر في اتجاه مجرى النهر، مما يجعله نقطة احتكاك مركزية بين البلدين.

يعتقد العديد من الخبراء أن مشاركة مصر في الصومال لا تتعلق بدعم حليفتها في القرن الأفريقي بقدر ما تتعلق بمقاومة النفوذ المتزايد لإثيوبيا. يزعم أسرات برهانو، الباحث في مجال الزراعة المائية، أن الدعم العسكري المصري للصومال يخلق “حاجزًا جيوسياسيًا” ضد إثيوبيا. وبحسب برهانو، فإن مصر من خلال تعزيز العلاقات مع الصومال تهدف إلى اكتساب نفوذ في النزاع الأوسع حول النيل، باستخدام الصومال كثقل موازن لقوة إثيوبيا في المنطقة.

أقرا أيضا.. تعافي ونمو وارتفاع للناتج المحلي..توقعات البنك الأوروبي للاقتصاد المصري

ويقدم مصطفى أحمد، الباحث البارز في معهد السلام بالولايات المتحدة، وجهة نظر مماثلة، مشيرًا إلى أن المصلحة الأساسية لمصر ليست أمن الصومال، بل عزل إثيوبيا. ومن خلال دعم الصومال، تضع مصر نفسها كلاعب إقليمي يمكنه تحدي إثيوبيا على جبهات متعددة.

الصومال وإثيوبيا: علاقة متوترة

في الوقت نفسه، أدت التوترات بين الصومال وإثيوبيا إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر. وتتهم الصومال إثيوبيا بانتهاك سيادتها من خلال إبرام اتفاقيات مع أرض الصومال، وهي منطقة شبه مستقلة تسعى إثيوبيا إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة.

دور قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام وموقف إثيوبيا

على الرغم من مشاركة مصر، أوضحت إثيوبيا أنها لن تتراجع عن المشاركة في قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، وهي المهمة المصممة لإحلال الاستقرار في الصومال والمنطقة الأوسع. لطالما شاركت إثيوبيا في الأمن الصومالي، حيث كانت قواتها جزءًا من القوة المتعددة الجنسيات التي تقاتل جماعة الشباب المتطرفة. جنبًا إلى جنب مع القوات من كينيا وأوغندا وجيبوتي وبوروندي، كانت القوات الإثيوبية حاسمة في تحييد نفوذ الشباب في المنطقة، وكسب دعم السكان المحليين.

ومع ذلك، أثار الوجود العسكري الإثيوبي المستمر في الصومال الجدل، حيث اتهم المسؤولون الصوماليون أديس أبابا بالعدوان. عارضت حكومة الصومال صراحة مشاركة إثيوبيا في بعثة الاتحاد الأفريقي، مستشهدة بانتهاكات السيادة الإقليمية الصومالية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى