أمين عام حلف الناتو: شبح الحرب يقترب .. وعلى الغرب أن يتعلم الروسية قريبًا

دعا الأمين العام للناتو إلى ثورة في الإنفاق العسكري، أمام حشد من صناع القرار في تشاتام هاوس، محذرًا من استعداد روسي واسع قد يُغيِّر ميزان القوى خلال خمس سنوات.

الناتو يحذر من التراخي الغربي قد يجعله يتحدث الروسية قريباً

وفي خطاب ناري ألقاه بلندن، حث مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو“، الدول الأعضاء على رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، محذرًا من أن التراخي قد يجعل الغرب “يتحدث الروسية” في المستقبل القريب.

جاء الخطاب قبل أسابيع من قمة لاهاي المرتقبة، حيث يسعى الناتو لتحديد رؤيته المستقبلية في ظل تصاعد التحديات من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.

مضاعفة القدرات الصاروخية بنسبة 400%

دعا روته إلى مضاعفة القدرات الدفاعية الجوية والصاروخية بنسبة 400%، وتعزيز القاعدة الصناعية العسكرية، مشيرًا إلى ضرورة تطوير الناتو ليكون أكثر قدرة على الردع والتصدي.

وأشار روته إلى أن روسيا سترفع إنفاقها الدفاعي إلى نحو 8% من الناتج المحلي بحلول 2025، مستفيدة من دعم تقني صيني وطائرات مسيّرة إيرانية ومشاركة كورية شمالية في مجهودها الحربي.

وكرر روته تحذيره بأن 60% من إنفاق الناتو يأتي من الولايات المتحدة، داعيًا الحلفاء الأوروبيين وكندا لتحمل مسؤولياتهم، في تناغم مع مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لدى اجتماعه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته

التركيز على الدفاع الجوي.. من باتريوت إلى IBCS

سلط روته الضوء على أهمية تحديث نظم الدفاع الجوي، مشيرًا إلى تحديات مثل صواريخ إسكندر الروسية وأنظمة S-400، ومقترحًا الاستثمار في منظومات الجيل التالي مثل IBCS الأمريكي.

وقارن روته بين وتيرة الإنتاج العالية للدبابات الروسية T-90M والصينية Type 99، وتباطؤ إنتاج دبابات أبرامز الأمريكية، مؤكدًا ضرورة رفع كفاءة الإنتاج الغربي.

الإنفاق الدفاعي: من الحرب الباردة إلى اليوم

استعرض روته التغيرات التاريخية في مساهمات الناتو، مؤكدًا أن هدف الـ5% يتجاوز حتى معايير الحرب الباردة، وهو مؤشر على خطورة التهديدات الراهنة.

التهديدات لا تقتصر على روسيا

شدد روته على أن التحدي يشمل الصين وإيران وكوريا الشمالية، إلى جانب حرب هجينة تشنها روسيا تشمل الهجمات السيبرانية والتخريب والاغتيالات.

تحدث روته عن هجمات سابقة مثل استهداف خط أنابيب كولونيال، مشيرًا إلى أهمية تخصيص 1.5% من الإنفاق لمجالات الأمن السيبراني والنقل العسكري والبنية التحتية.

ضغوط أمريكية داخلية… وحلول عبر “تقاسم الأعباء”

رغم أن هدف 5% قد يُثقل كاهل الميزانية الأمريكية، فإن روته يسعى لتخفيف الضغط عبر زيادة مساهمات الأوروبيين، مشيرًا إلى نماذج مثل ألمانيا وبولندا.

أوكرانيا على الطاولة… ودور محوري في القمة المقبلة

أكد روته على دعم أوكرانيا كجزء لا يتجزأ من أمن أوروبا، معلنًا عن مشاركة الرئيس زيلينسكي في قمة لاهاي، حيث سيناقش مجلس الناتو وأوكرانيا الدعم العسكري والتنسيق الاستراتيجي.

واختتم روته خطابه بالتأكيد على ضرورة تحديث قدرات الحلف لتشمل الطائرات المسيرة وأنظمة القتال المتقدمة، استعدادًا لمستقبل تسيطر عليه التكنولوجيا والحرب غير التقليدية.

اقرأ أيضًا: دولة إسلامية تشتري 48 طائرة مقاتلة من تركيا.. مدى قوتها وتفوقها

زر الذهاب إلى الأعلى