أوروبا وأمريكا تتحدثان عن المجاعة المتعمدة في غزة.. هل استيقظ ضمير العالم فجأة؟

في موقف لافت يعكس تحولًا في لهجة الخطاب الغربي، ندد مجلس أوروبا الجمعة بما وصفه بـ”المجاعة المتعمدة” التي تفرضها إسرائيل في قطاع غزة، محذرًا من أن السياسات الإسرائيلية الراهنة “تزرع بذور حماس المقبلة” وتعمق المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ أكثر من 19 شهرًا من الحرب المتواصلة.
وبحسب وسائل إعلام، قالت دورا باكويانيس، المقررة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، إن “ما من غاية تبرر الوسيلة”، مؤكدة أن ما يجري في غزة “لا يخدم أحدًا، بل يهدد حياة الرهائن ويعيد إنتاج العنف”.
دعوة أوروبية لوقف المجاعة وجرائم الحرب في غزة
وشددت باكويانيس في بيان رسمي على أن “قتل الأطفال والمدنيين العزّل والمجاعة المتعمدة والإذلال المستمر للفلسطينيين يجب أن يتوقف فورًا”، مضيفة: “آن الأوان، لا بل تأخّر، لاستخلاص العبر الأخلاقية من معاملة الفلسطينيين”.
وحذّرت المسؤولة الأوروبية من أن استمرار الوضع الإنساني المتدهور في غزة يشكل خطرًا على أمن الجميع، مؤكدة أن الأمة الإسرائيلية “ذكية وشجاعة بما يكفي لتدرك هذه الحقيقة وتضع حدًا لهذا الفصل القاتم من تاريخ البشرية”.
ترامب يتحدث عن المجاعة في غزة
بالتوازي مع التحذيرات الأوروبية، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح من العاصمة الإماراتية أبوظبي، الجمعة، قال فيه إن “كثيرين يتضورون جوعًا” في غزة، مضيفًا أن الولايات المتحدة “تسعى لمعالجة” هذا الوضع الإنساني الحرج.
وأوضح ترامب خلال لقائه بالصحافيين في ختام جولته الخليجية أن إدارته “تنظر في وضع غزة”، مشيرًا إلى أن هناك تحركات أمريكية لمعالجة الأزمة، رغم استمرار إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار.
مقترحات أمريكية جديدة لإدخال المساعدات إلي غزة
في خطوة لاحقة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو انفتاح بلاده على “أي أفكار جديدة” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد فشل خطة سابقة بدعم أمريكي-إسرائيلي واجهت انتقادات واسعة النطاق من منظمات إنسانية.
وقال روبيو: “نحن قلقون من الوضع الإنساني، ونرغب في ضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجونها دون أن تتحول إلى أدوات لدعم الجماعات المتطرفة”، مشيرًا إلى أن أزمة غزة لم تعد قابلة للتجاهل في الساحة الدولية.
المجاعة تهدد 2.4 مليون شخص في غزة
ومنذ بداية مارس منعت القوات الإسرائيلية دخول أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قبل أن تستأنف عملياتها العسكرية في 18 من الشهر ذاته.
وتقول منظمات غير حكومية إن المجاعة باتت تهدد حياة نحو 2.4 مليون نسمة في غزة.
برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة أطباء بلا حدود، وهيئات إغاثة أخرى، أكدت في تقاريرها أن غزة “تشهد حالة طوارئ إنسانية بكل المقاييس”، مع نفاد الغذاء والوقود والدواء، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الصحية.
إسرائيل تنفي وجود مجاعة في غزة
رغم التحذيرات المتكررة من منظمات الأمم المتحدة، لا تزال إسرائيل تنفي وجود مجاعة أو أزمة إنسانية حقيقية في غزة، وتواصل تبرير إجراءاتها بأنها “ضرورية أمنياً”، بينما يرى مراقبون أن الإنكار الإسرائيلي يفاقم المأساة، ويُعرض المدنيين للخطر.
من جانبها، قالت باكويانيس إن استمرار هذا النهج الإسرائيلي “يُعد بمثابة انزلاق أخلاقي خطير”، واعتبرت أن معالجة الأزمة الإنسانية باتت مسؤولية أخلاقية ودولية عاجلة لا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك.
هل استيقظ ضمير الغرب؟
تطرح التصريحات المتزامنة من أوروبا والولايات المتحدة تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها، وهل تمثل تحولًا حقيقيًا في موقف الغرب من معاناة الفلسطينيين، أم أنها مجرد ردود فعل ظرفية لا تُغير من جوهر الانحياز الطويل لإسرائيل؟
ورغم الترحيب النسبي بهذه التصريحات، لا يزال الشارع العربي والمجتمع الدولي بانتظار إجراءات عملية، تتجاوز الأقوال إلى أفعال واضحة تنهي الحصار وتضع حدًا للمجاعة التي تحاصر غزة.
اقرأ أيضا
إنهاء المجاعة خلال أسابيع.. ماذا يُخفي دونالد ترامب لـ غزة وشعبها؟