أوشن 2000.. غواصة هجومية تشعل الصراع بين كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية
كشفت شركة هانوا أوشن عن غواصتها الجديدة أوشن 2000 وهي منصة هجومية متوسطة الحجم تعمل بالديزل والكهرباء، صُممت خصيصًا لتلبية احتياجات أسواق التصدير.
أوشن 2000 .. كوريا الجنوبية تستهدف سوق الغواصات العالمي
وتُعد غواصة“أوشن 2000″، المعروفة أيضًا باسم DSME-2000، تطورًا تقنيًا مستندًا إلى برنامج KSS-III المحلي، لكنها أُعيد تصميمها بشكل يجعلها أكثر توافقًا مع متطلبات الدول الباحثة عن توازن بين الأداء العالي والتكلفة المقبولة.
أوشن 2000.. تحوّل في فلسفة التصنيع الدفاعي
يمثل تطوير “أوشن 2000” تحولاً في أولويات هانوا أوشن التي كانت تركز تاريخيًا على الغواصات الاستراتيجية الأكبر، مثل KSS-III بنسختيها.
والآن، تسعى الشركة، إلى جانب منافستها هيونداي للصناعات الثقيلة، إلى اقتحام سوق الغواصات المتوسطة ذات الطلب المتنامي، خاصة في أمريكا اللاتينية، وأوروبا، وآسيا، والشرق الأوسط.
ويأتي ذلك في ظل بحث كثير من الدول عن منصات قادرة على تنفيذ المهام المتقدمة دون الحاجة إلى البنية التحتية أو التمويل اللازمين للغواصات الكبرى.
منصة مرنة بتسليح معياري ومهام متعددة
صُممت “أوشن 2000” لتوفير قدرات هجومية متكاملة تشمل: منع الوصول البحري، الحرب المضادة للغواصات، تنفيذ ضربات دقيقة، ودعم عمليات القوات الخاصة.
وتضم الغواصة 8 أنابيب طوربيد أمامية عيار 533 مم، وقادرة على حمل حتى 16 سلاحًا من الطوربيدات الثقيلة أو الصواريخ المضادة للسفن أو الألغام البحرية.
هذا التكوين المعياري يمنح الدول المشغّلة حرية تكييف الحمولة حسب المتطلبات الإقليمية أو التكتيكية.
قدرة تحمّل طويلة وتقنيات متقدمة
يعتمد نظام الدفع على مزيج من محركات ديزل-كهرباء، ووحدة دفع مستقلة عن الهواء (AIP)، إلى جانب بطاريات ليثيوم أيون حديثة.
تتيح هذه التوليفة للغواصة البقاء لفترات طويلة تحت الماء، وتصل سرعتها إلى 20 عقدة غاطسة، و10 عقد على السطح، مع مدى يصل إلى 10,000 ميل بحري، ما يجعلها مناسبة للعمليات في كل من المياه الساحلية والعميقة.
قدرات استشعار واستخبارات بحرية متقدمة
تم تجهيز “أوشن 2000” بمجموعة سونار شاملة تشمل أنظمة أسطوانية وجانبية ومقطورة، مع قدرات كشف وتحديد مدى متقدمة.
أما في الجزء العلوي، فتضم الغواصة أنظمة رادار، واتصالات بالأقمار الصناعية، وتدابير دعم إلكتروني (ESM)، وأجهزة استشعار بصرية.
وتكفل هذه الحزمة تنفيذ عمليات ISR (الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع) حتى في المناطق المتنازع عليها.
اقرأ أيضاً.. بمدى يصل لـ32 ساعة طيران .. مصر تدخل نادي الكبار في إنتاج المسيرات
تصميم مدمج ومرونة في الاستخدام
بهيكل يبلغ طوله 77.5 مترًا وقطر 6.3 مترًا، تزن “أوشن 2000” حوالي 2000 طن تحت الماء. وهي تتسع لطاقم من 40 فردًا، بالإضافة إلى 10 من القوات الخاصة، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للعمليات السرية والمهام غير المتكافئة، مع إمكانية الانتشار السريع والتنقل في المياه الضيقة أو نقاط الاختناق البحرية.
غواصة موجهة لبيئات بحرية معقدة
من الناحية العقائدية، يمكن لـ”أوشن 2000″ العمل منفردة أو ضمن تشكيلات بحرية شبكية، وتؤدي دورًا مهمًا في تعزيز الوعي الميداني، وتوزيع القوة القتالية في بيئات معقدة مثل السواحل المتفرقة، والممرات البحرية الحيوية، والمناطق الجغرافية المحاطة بالتحديات.
نموذج تصديري يجمع بين الاقتصاد والتفوق القتالي
في عالم تسعى فيه الدول لضبط إنفاقها الدفاعي دون التفريط في الردع الفعّال، تمثل “أوشن 2000” خيارًا ذكيًا لدول ذات متطلبات دفاعية بحرية متقدمة ولكن بميزانيات محدودة.
فهي منصة تقنية ناضجة قادرة على سد الفجوة بين الأداء العالي والكلفة المعقولة، ما يجعلها منافسًا حقيقيًا في السوق العالمي المتحوّل للغواصات.
هل تثير حفيظة زعيم كوريا الشمالية؟
رغم أن “أوشن 2000” موجهة للتصدير وليست ضمن برامج التسلح المحلي لكوريا الجنوبية، إلا أن بعض المحللين أشاروا إلى إمكانية إثارتها للقلق في كوريا الشمالية.
فزيادة قدرة سيول على إنتاج غواصات هجومية عالية الأداء، حتى لو كانت بغرض التصدير، قد يُنظر إليها في بيونغ يانغ كتصعيد غير مباشر في سباق التسلح البحري.
وتُشير مصادر إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يولي اهتمامًا خاصًا بتوازن القوى تحت سطح البحر، وقد يفسر نشر أو بيع غواصات متقدمة في المنطقة كتهديد محتمل للسلم الإقليمي، خصوصًا إذا دخلت الخدمة في دول متحالفة مع الولايات المتحدة أو تشكّل تهديدًا لمجال نفوذه البحري.
توازن جديد في سوق الغواصات العالمية
مع تصاعد الطلب العالمي على غواصات متوسطة الحجم تجمع بين الأداء العالي والتكلفة المعقولة، تبدو “أوشن 2000” كأداة فعالة تسد فجوة متنامية بين الغواصات الصغيرة ذات القدرة المحدودة، والنماذج الاستراتيجية باهظة الثمن.
ومن خلال هذا الطراز، تسعى كوريا الجنوبية إلى تعزيز موقعها في سوق الصناعات الدفاعية البحرية العالمية، واستثمار خبرتها التقنية في تقديم حل جاهز ومُجرب يُعزز من قدرة الدول النامية والمتوسطة على حماية مصالحها البحرية.
اقرأ أيضاً.. إيدج الإماراتية تعقد أكبر صفقة تسليح بحرية في تاريخ الخليج بقيمة 9 مليارات درهم مع الكويت