أوكرانيا تتعلم من حربها مع روسيا.. ابتكار ذخائر ذكية “مضادة للتشويش” لا تعتمد على الـGPS

شهد معرض LANDEURO الدفاعي، الذي أقيم في مدينة فيسبادن الألمانية، عرضًا لافتًا لنظام قتالي أوكراني مبتَكر، مصمَّم لضرب الأهداف الأرضية بدِقَّة متناهية، ما شكل نقلة نوعية في مجال الذخائر الذكية والتكنولوجيا القتالية الحديثة.
تقنية أوكرانيا تُحدث تحولاً في مستقبل الذخائر الذكية
هذا التطور جاء في توقيت دقيق؛ حيث يشهد العالم سباقًا متسارعًا لتطوير تقنيات تسكع قتالية ذات استقلالية تشغيلية عالية، قادرة على التكيف مع البيئات المعقدة والمليئة بالتشويش الإلكتروني.
ويُعد هذا الابتكار الأوكراني دليلًا واضحًا على التحول الذي تشهده الصناعات الدفاعية في البلاد، إذ لم تعد تكتفي بالتكيّف مع التحديات، بل باتت تُسهم في قيادة مسارات التطوير، خاصة في مجالات الطائرات الانتحارية والتوجيه الذاتي.
نظام قتالي ذاتي التشغيل يواجه التشويش الإلكتروني بذكاء
أبرز ما يميز النظام الأوكراني الجديد هو قدرته على تنفيذ مهماته بشكل مستقل تمامًا، دون الاعتماد على إشارات الأقمار الصناعية (GPS)، ما يمنحه تفوقاً نوعياً في البيئات التي تشهد حروباً إلكترونية أو محاولات تشويش متعمدة.
مدة تحليق 40 دقيقة بمدى 40 كم
يعتمد النظام على أجنحة مصممة على شكل X تمنحه مرونة عالية في الطيران والمناورة، وتصل مدة تحليقه إلى 40 دقيقة، بمدى يبلغ 40 كيلومتراً. كما أنه مزوّد برؤوس حربية متنوعة تشمل الأنواع شديدة الانفجار، والحرارية، والتراكمية، وتتراوح أوزانها بين 2.5 إلى 3.6 كيلوجرام.
سهولة الإطلاق كانت أيضاً في صميم التصميم، إذ يمكن تجهيز النظام للإقلاع باستخدام آلية قذف هوائية خلال 20 دقيقة فقط، ما يجعله خياراً عملياً وسريعاً في ساحة المعركة.
تصميم مبني على تجارب من الحرب مع روسيا
تم تطوير النظام بعد دراسة دقيقة للتحديات التي واجهتها الذخائر الذكية السابقة، خصوصاً ضعفها أمام تقنيات التشويش على إشارات الملاحة.
ومن خلال دمج أنظمة ملاحة داخلية متقدمة وتوجيه محمي من الاختراق، تمكن المهندسون الأوكرانيون من تجاوز هذه العقبة بالكامل.
ورغم استلهام التصميم من أنظمة شهيرة مثل “هاربي” الإسرائيلية و”لانست” الروسية، فإن الابتكار الأوكراني يتفوق عليهما من حيث القدرة على التسكع، والدقة، والاستقلالية.
وبتصميم ديناميكي يسمح له بالعمل بفعالية في المناطق المزدحمة بالأهداف، يقدّم هذا النظام مرونة تشغيلية واستجابة فورية للظروف الميدانية المتغيرة.
مناورة أوكرانيا في الذخائر الذكية
يمثل النظام الجديد أكثر من مجرد إنجاز تقني؛ إنه تحول استراتيجي في مفاهيم الردع والدفاع الذكي. فمن خلال تقليل الاعتماد على البنية التحتية الخارجية مثل الأقمار الصناعية، تمنح أوكرانيا نفسها قدرة أكبر على المناورة في الفضاء الإلكتروني والدفاعي.
كما أن هذا التقدم يعزز من فرص أوكرانيا في تصدير تقنياتها الدفاعية إلى دول أوروبية تبحث عن حلول ذكية لمواجهة تهديدات متزايدة في البيئات الصعبة والمعقدة.
وبالتالي، فإن هذا النظام لا يجسد فقط نجاحاً تقنياً، بل يعكس أيضاً توجهاً استراتيجياً نحو تحقيق السيادة الدفاعية وتوسيع النفوذ التقني في السوق الأوروبية.
اقرأ أيضًا: الأمريكية B-21 Raider تقترب من دخول الخدمة.. قاذفة المستقبل الشبحية جاهزة نهاية 2026