أول تواصل مباشر.. ماذا دار في الاتصال الهاتفي بين الشرع والسوداني؟

في أول اتصال رسمي مباشر، أجرى رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع رئيس سوريا الانتقالي أحمد الشرع، ناقش خلالها العلاقات الثنائية والتحديات المشتركة التي تواجه البلدين، في ظل التطورات السياسية والأمنية الإقليمية.

دعم عراقي لوحدة سوريا

وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، أكد السوداني خلال الاتصال موقف بلاده الداعم لوحدة وسلامة الأراضي السورية، ورفض أي تدخلات خارجية تؤثر على استقرارها.

كما أعرب عن تهانيه للشعب السوري بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، مشددًا على أهمية أن تضم العملية السياسية في سوريا جميع مكونات المجتمع، لضمان تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي.

وأشار السوداني إلى أن العراق يسعى إلى علاقات متوازنة مع جميع الأطراف السورية، مؤكدًا أن بلاده لن تنحاز لأي طرف، وستواصل دعم أي مسار سياسي يحقق مصالح الشعب السوري ويحفظ وحدة أراضيه.

كما تطرق رئيس الوزراء العراقي إلى المستجدات الأمنية في سوريا، معبرًا عن رفض بغداد لأي عمليات عسكرية أجنبية تمس السيادة السورية، بما في ذلك التوغلات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية.

ملفات أمنية على الطاولة بين سوريا والعراق

من جانبها، أفادت الرئاسة السورية بأن الشرع ناقش مع السوداني القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا ملف أمن الحدود ومكافحة تهريب المخدرات، الذي يشكل تحديًا مشتركًا للبلدين.

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الأمني وتنسيق الجهود لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار العراق وسوريا.

مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية

كما شدد الرئيس السوري على أهمية العمل المشترك في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، خصوصًا تنظيم “داعش”، الذي لا يزال يمثل تهديدًا أمنيًا للمنطقة رغم تراجع نفوذه خلال السنوات الأخيرة.

وفي هذا السياق، أكد الشرع التزام دمشق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، معربًا عن تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية مع بغداد، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

التعاون الاقتصادي بين سوريا والعراق

إلى جانب القضايا الأمنية، ناقش الطرفان آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث أكد السوداني أن العراق يرى في استقرار سوريا فرصة لتعزيز الشراكة الاقتصادية، خاصة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار.

كما أشار إلى أن الجغرافيا المشتركة والعلاقات التاريخية بين البلدين تتيح فرصًا كبيرة لتطوير المشاريع المشتركة، مؤكدًا أن بغداد منفتحة على أي مبادرات من شأنها دعم الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار.

حكومة جديدة في سوريا

يأتي هذا الاتصال بعد أيام من إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع تشكيل حكومته الجديدة، التي تضم 23 وزيرًا، مع احتفاظ وزيرَي الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة بمنصبيهما، فيما تم تعيين رئيس إدارة المخابرات العامة، أنس خطاب، وزيرًا للداخلية.

وقد أثارت هذه التشكيلة الحكومية اهتمام الأوساط السياسية في المنطقة، خاصة أن الشرع أكد في خطابه الأول بعد تشكيل الحكومة أن أولويته تتمثل في “بناء دولة قوية ومستقرة”، مع التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي والأمني في البلاد.

إجراءات أمنية عراقية على الحدود

منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، شددت السلطات العراقية من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع سوريا، خوفًا من تسلل عناصر إرهابية إلى داخل الأراضي العراقية.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر حكومية عراقية أن بغداد تعمل على تعزيز مراقبة الحدود، بالتنسيق مع السلطات السورية، لضمان عدم تحول المناطق الحدودية إلى بؤر لنشاط الجماعات المسلحة أو تجارة المخدرات.

مرحلة جديدة من العلاقات بين سوريا والعراق

يُنظر إلى هذا الاتصال الهاتفي على أنه خطوة أولى نحو تطوير العلاقات بين بغداد ودمشق، في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا مؤخرًا.

ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من اللقاءات والتنسيق بين البلدين، خصوصًا في الملفات الأمنية والاقتصادية، بهدف تعزيز الاستقرار في المنطقة.

اقرأ أيضا

الأكراد يعلنون العصيان على دمشق.. الإدارة الذاتية ترفض تشكيل الحكومة السورية الجديدة

زر الذهاب إلى الأعلى