إتاحة الهجرة الطوعية.. أول تحرك من إسرائيل لتنفيذ مقترحات ترامب حول غزة

في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت إسرائيل عن بدء إعداد خطة شاملة لتنفيذ مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قطاع غزة المتعلقة بنقل الفلسطينيين.

وطالب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بوضع خطة تتيح “الهجرة الطوعية” لسكان القطاع، وذلك في إطار مقترح ترامب الذي أثار انتقادات دولية واسعة واعتبره البعض محاولة لتغيير ديموغرافية المنطقة.

تفاصيل الخطة الإسرائيلية حول غزة

صرح كاتس بأن الخطة تهدف إلى تسهيل مغادرة أي فلسطيني يرغب في مغادرة غزة، سواء عبر المعابر البرية أو من خلال ترتيبات خاصة للسفر عبر البحر والجو، وتهدف هذه الخطة إلى فتح قنوات متعددة للخروج من القطاع، مع التركيز على إيجاد دول مستعدة لاستقبال هؤلاء المهاجرين.

تلميح بعودة الحرب وضم الضفة.. ماذا يحمل اجتماع ترامب ونتنياهو للشرق الأوسط ؟

وأكد كاتس أن هذه الخطة تأتي كاستجابة مباشرة لمقترحات ترامب، معتبرًا أنها تفتح “فرصًا واسعة” للفلسطينيين الذين يرغبون في مغادرة القطاع، وتساعدهم على “الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة”.

وأضاف أن الخطة ستسهم في تسهيل جهود إعادة إعمار غزة لتصبح منطقة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات.

وزير الدفاع يهدد الدول الرافضة لاستقبال الفلسطينيين

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن كاتس دعوته لبعض الدول التي يمكن أن تستقبلهم مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، موجهاً انتقادات لهذه الدول بسبب “اتهاماتها الكاذبة” بشأن الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة، مهدداً بكشف “نفاقها” إذا رفضت استقبال الفلسطينيين.

كما أشار إلى كندا، التي لديها “برنامج هجرة منظم” وكانت قد أظهرت استعدادها في السابق لاستقبال سكان غزة.

الخروج من المعابر البرية

بحسب الصحيفة تشمل الخطة الخروج عبر المعابر البرية، بالإضافة إلى “ترتيبات خاصة” للخروج عبر المسارات البحرية والجوية.

وأكد كاتس أنه يجب السماح لسكان غزة بحرية مغادرة القطاع والهجرة، كما هو الحال في أي مكان آخر في العالم.

كما أضاف أن خطة ترامب قد تساعد في “إعادة إعمار غزة منزوعة السلاح”، والتي ستكون خالية من التهديدات في الحقبة التي تلي حماس، وهو أمر قد يستغرق سنوات عديدة.

دعم نتنياهو وانتقادات دولية لمقترحات ترامب حول غزة

من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطة، معتبرًا أنها “فكرة رائعة” يجب متابعتها وتنفيذها، وأكد نتنياهو أن الخطة ستساهم في خلق واقع جديد في غزة، يسمح بإعادة بنائها بطريقة تتجنب المخاطر الأمنية لإسرائيل.

لكن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات حادة من قبل منظمات حقوق الإنسان التي وصفتها بمحاولة “لتطهير عرقي”، فيما أعربت عدة دول عربية عن رفضها استقبال الفلسطينيين، معتبرة ذلك مساسًا بحقهم في البقاء على أرضهم.

تداعيات إنسانية وسياسية

تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح معظم سكان القطاع، وتزداد المخاوف من أن تؤدي خطة الهجرة إلى تفاقم الأزمة، خاصة في ظل غياب ضمانات دولية لحماية حقوق الفلسطينيين.

وبحسب مراقبون تبقى الخطة الإسرائيلية موضع جدل داخلي ودولي، بين من يراها حلاً عمليًا للأزمة الإنسانية والأمنية، ومن يعتبرها جزءًا من استراتيجية أوسع لتغيير الواقع الديموغرافي والسياسي في غزة.

اقرأ أيضا

تركيا تتضامن مع مصر ضد مخطط ترامب.. ماذا دار في لقاء عبد العاطي وفيدان؟