إثيوبيا تتجاهل تحذيرات مصر وترامب بإعلان الملء الكامل لـ سد النهضة.. وخبير: فتح بوابات السد قريبًا لتفادي انهياره

في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وتحذيرات مصرية متكررة، أعلنت إثيوبيا رسميًا إتمام الملء الكامل لـ سد النهضة، في خطوة وصفها خبراء بأنها “مقامرة خطيرة” تهدد استقرار المنطقة وأمن الملايين في دولتي المصب، مصر والسودان.. الإعلان الإثيوبي جاء ليزيد التوترات في واحدة من أخطر الأزمات المائية في العالم، وسط تحذيرات من عواقب كارثية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم وعادل.

أعلنت الحكومة الإثيوبية، بلهجة استفزازية، عن نجاحها في إتمام الملء النهائي لخزان سد النهضة بسعة تجاوزت 60 مليار متر مكعب، رغم اعتراضات مصرية متكررة وتحذيرات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي دعا إلى ضرورة احترام حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.

وصف خبراء مصريون هذا التصرف بأنه “ابتزاز مائي”، مؤكدين أن الخطوة الإثيوبية تمثل إعلانًا صريحًا للحرب على الحقوق المائية لدول المصب، وتكشف عن نوايا أديس أبابا لاستخدام السد كورقة ضغط سياسية ضد القاهرة والخرطوم.

قال مراقبون إن الملء الأحادي لـ سد النهضة يهدد حصتها السنوية من مياه النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وهو ما سيؤدي إلى أزمات مائية غير مسبوقة، خصوصًا في ظل اعتماد مصر بنسبة 97% على النيل كمصدر وحيد للمياه.

وحذرت القاهرة من أن أي نقص في إمدادات النهر يعني تدميرًا لقطاع الزراعة والصناعة، بل وتهديدًا للأمن القومي المصري.

أما في السودان، فقد دقت الأجراس مبكرًا، إذ أشار خبراء إلى أن الملء الكامل قد يؤدي إلى تقلبات مفاجئة في تدفق المياه نحو الأراضي السودانية، ما يهدد بانهيار سدود رئيسية مثل “الروصيرص” و”سنار”، أو فيضانات كارثية خلال موسم الأمطار القادم.

في تصريحات مثيرة، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن إثيوبيا ستكون مضطرة خلال أسابيع قليلة إلى فتح بوابات سد النهضة لتصريف المياه الزائدة، خوفًا من ضغط مائي قد يؤدي إلى انهيار السد بالكامل.

وأضاف شراقي أن إصرار أديس أبابا على الملء الأحادي دون اتفاق “يكشف عن ارتباك في إدارة السد”، مشيرًا إلى أن تشغيل التوربينات ما زال ضعيفًا، مما قد يعرض جسم السد لمخاطر جسيمة عند امتلاء الخزان بشكل غير مدروس.

في مواجهة هذا التحدي الخطير، جددت مصر تأكيدها على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد حياة 100 مليون مواطن، مشيرة إلى أن كل الخيارات مفتوحة لحماية حقوقها المائية.

وقالت مصادر سيادية إن القاهرة تتحرك على كافة المستويات الدبلوماسية والقانونية والفنية، استعدادًا لأي سيناريو محتمل.

سد النهضة يتحول إلى قنبلة مائية موقوتة تهدد استقرار المنطقة. فهل تنجح مصر في انتزاع حقوقها التاريخية وحماية أمنها القومي قبل فوات الأوان؟ أم أن عناد إثيوبيا سيدفع المنطقة إلى مواجهة لا يمكن التنبؤ بعواقبها؟