إسرائيل ترفض الانسحاب وتغتال قياديًا في حزب الله.. هل تعود الحرب إلى لبنان؟

قُتل شخصان على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مساء السبت في جنوب لبنان. وبحسب الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام. وقع الهجوم على طريق جرجوع بمنطقة إقليم التفاح، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة.
ويأتي هذا الحادث بعد ساعات من غارة مماثلة، وقبل أيام من انتهاء مهلة وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم
صرح الجيش الإسرائيلي بأنه شن غارة جوية على جنوب لبنان استهدفت قياديًا بارزا في الوحدة الجوية لحزب الله.
وبحسب وسائل إعلام، ذكرت الجهات العسكرية في بيان رسمي أن الهدف تم استهدافه بعدما انتهك مرارًا التفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان، خاصة فيما يتعلق بدوره في الإشراف على إطلاق مسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الإجراءات العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية ردًا على ما وصفته بانتهاكات أمنية متكررة من قبل حزب الله.
التطورات على خلفية وقف اطلاق النار
منذ 27 نوفمبر يسري اتفاق وقف إطلاق النار الذي يهدف إلى وضع حد لتبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، بعد مواجهة امتدت نحو عام.
نص الاتفاق على مهلة ستين يومًا لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، بينما يلتزم حزب الله بالانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بِنَى عسكرية متبقية.
ومع عدم التزام إسرائيل بمهلة الانسحاب المحددة، تم تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير. خلال الأسابيع الماضية تبادل الطرفان الاتهامات بخرق بنود الاتفاق، فيما أكدت إسرائيل أنها لن تسمح بإعادة بناء قدرات حزب الله أو نقل أسلحته.
التوترات والردود الامنية
وفي وقت سابق من يوم السبت، نفذت مقاتلات إسرائيلية غارة استهدفت حي العقبة بأطراف بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل، دون وقوع إصابات وفق ما أفادت به المصادر الرسمية.
كما نفذت مقاتلات إسرائيلية عمليات قصف ليل الخميس استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله، والتي تضم أسلحة وقاذفات تُشكل تهديدًا مباشرًا للجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي أن إسرائيل مستعدة للانسحاب من الأراضي اللبنانية وتسليمها للجيش ضمن المهلة الزمنية المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.
غضب في لبنان
على الصعيد اللبناني، أعرب رئيس البرلمان نبيه بري عن رفضه المطلق لمطلب إسرائيل بإبقائها في خمس نقاط في جنوب البلاد بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في 18 فبراير. جاء ذلك بعد استضافة المسؤولين الأمريكيين المسؤولين عن آلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار،
وأكد بري أن الأمريكيين أبلغوه أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من القرى المحتلة في الموعد المحدد ولكنها ستبقى موجودة في خمس نقاط استراتيجية.
ورفض بري هذا الوضع باسمه وباسم القيادة اللبنانية، مشددا على ضرورة انسحاب القوات بالكامل دون تمديد للوجود العسكري.
توتر بين لبنان وإسرائيل
وفق تقارير تشهد المنطقة توترا متصاعدا نتيجة سلسلة الغارات والعمليات العسكرية المتبادلة، فيما يواجه حزب الله تحديات عدة بعد سلسلة من النكسات في الشهور الاخيرة.
من بين هذه التحديات ما يتعلق بخسائر قيادية ونقل أسلحة وعتاد، فضلا عن الضغط المتزايد من الدول والجهات الدولية لإعادة الهدوء في المنطقة.
وبحسب مراقبين ففي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع الأمني في جنوب لبنان هشًّا؛ مما يتطلب تنسيقًا مكثفا بين السلطات اللبنانية والدولية لاتخاذ الخطوات اللازمة لمنع اندلاع الحرب مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: قادرة على استهداف الأنفاق.. شحنة قنابل أمريكية ثقيلة تصل إسرائيل