إسرائيل تزعم وجود معسكرات لحماس والجهاد في سوريا.. هل تمهد لتدخل أوسع؟

زعمت تقارير إعلامية في إسرائيل أن تركيا سمحت مؤخرًا لفصائل فلسطينية، من بينها حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، بإجراء تدريبات عسكرية داخل سوريا، في خطوة وُصفت بأنها مثيرة للقلق من الجانب الإسرائيلي، الذي يراقب التحركات الفلسطينية في سوريا عن كثب.
ونقلت قناة “آي 24 نيوز” الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن هذه الخطوة جاءت بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يرى في تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة التوازن في الإقليم، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة في الأراضي المحتلة وقطاع غزة.
تنسيق ثلاثي بين أنقرة والفصائل ودمشق
بحسب المصادر ذاتها، فإن التدريبات تجري في مناطق محددة داخل الأراضي السورية، بتنسيق غير معلن بين أنقرة والفصائل، وبعلم بعض الأطراف داخل النظام السوري، ما يشير إلى تحول ملحوظ في موقف دمشق من الفصائل الفلسطينية، خصوصًا تلك التي كانت محسوبة على المحور الإيراني، مثل حركة الجهاد الإسلامي.
ورغم التوترات السابقة بين الجهاد والنظام السوري على خلفية ارتباط الأولى بإيران، فإن الحركة بدأت في الآونة الأخيرة تعزيز وجودها داخل سوريا، وتحديدًا في مناطق تعتبر آمنة نسبيًا من الاستهداف الإسرائيلي، بعد تعرض عدد من مقراتها في دمشق لغارات جوية خلال الأعوام الماضية.
وبحسب التقرير تنظر تل أبيب إلى هذا التنسيق على أنه تطور استراتيجي خطير قد يُمهّد لإعادة تموضع الفصائل الفلسطينية قرب الجبهة الشمالية لإسرائيل، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
إسرائيل تحذر من أي دعم عسكري تركي للفصائل الفلسطينية بـ سوريا
بحسب ما أوردته القناة الإسرائيلية، فإن الأجهزة الأمنية في تل أبيب تتابع هذا الملف باهتمام بالغ، وتعتبر أن سماح تركيا بإجراء تدريبات عسكرية للفصائل الفلسطينية في سوريا لا يمكن فصله عن التحولات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم، لاسيما مع تعثر مفاوضات التهدئة في غزة، والتقارب المتزايد بين أنقرة وطهران.
وبحسب التقرير فرغم أن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لا تشير إلى أن تركيا تقدم دعمًا عسكريًا مباشرًا أو تنقل أسلحة إلى هذه الفصائل داخل سوريا، إلا أن إسرائيل ترى أن أي تحول في هذا الاتجاه سيمثل “خطًا أحمر” يستوجب ردًا عسكريًا فوريًا، وفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية.
اعتقالات قيادات في “الجهاد الإسلامي” بـ سوريا
وفي تطور متصل، ذكرت مصادر فلسطينية أن أجهزة الأمن السورية نفذت خلال الشهر الجاري حملة اعتقالات طالت قياديين في “حركة الجهاد الإسلامي”، من بينهم خالد خالد، مسؤول الحركة في سوريا، وأبو علي ياسر، مسؤول اللجنة التنظيمية للحركة في الساحة السورية.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية أن المعتقلين وُجهت إليهم تهم “التخابر مع إيران”، في ما يبدو أنه رسالة سورية لإعادة ضبط التوازن داخل الفصائل الفلسطينية العاملة على أراضيها، في ضوء التقارب التركي مع بعض هذه الجماعات.
من جانبها، لم تصدر حركة الجهاد الإسلامي بيانًا رسميًا حول الاعتقالات، إلا أن مصادر في الحركة وصفت الأمر بأنه “محاولة لإعادة تهميش الحركة داخل سوريا”، بعد أن حافظت على وجودها في البلاد منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، خلافًا لفصائل أخرى مثل “حماس” التي غادرت حينها ثم عادت لاحقًا في ظل انفتاح جديد على دمشق.
إسرائيل تستهدف مواقع الفصائل الفلسطينية في سوريا
وتأتي هذه التطورات في وقت تتكثف فيه الغارات الإسرائيلية على مواقع الفصائل الفلسطينية في سوريا. فقد استهدفت طائرات حربية إسرائيلية، في 13 مارس الماضي، منزل أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في حي دمر شمالي دمشق، في هجوم اعتبرته تل أبيب “ضربة استباقية” ضد نشاطات محتملة انطلاقًا من الأراضي السورية.
اقرأ أيضا
التسجيل المسيء للنبي محمد يشعل الغضب ضد الدروز في سوريا- ما القصة؟