إسرائيل تصعد الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن

في 21 مارس 2025، صعد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الضغط على حماس، مُشيرًا إلى استعداد إسرائيل لتكثيف العمليات العسكرية ما لم تُطلق الحركة الفلسطينية المسلحة سراح المزيد من الرهائن.
في بيان صحفي، أشار كاتس إلى أن إسرائيل تُعدّ لتوسيع أراضيها في غزة ومواصلة قصفها جوًا وبرًا وبحرًا إذا لم تتعاون حماس. وجاءت هذه التصريحات بعد أيام قليلة من انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لأكثر من شهرين، مما أدى إلى تجدد الهجمات الإسرائيلية على غزة.
الضغط على حماس: أزمة الرهائن المستمرة
أدى الصراع الحالي، الذي بدأ بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، إلى احتجاز العديد من المدنيين والجنود الإسرائيليين رهائن لدى حماس، ورغم الجهود الأخيرة للمفاوضات، بما في ذلك اتفاقات وقف إطلاق النار والمباحثات التي توسط فيها وسطاء دوليون، فإن مطلب إسرائيل الرئيسي هو إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
حتى الآن، لا يزال في غزة ما لا يقل عن 24 أسيرًا على قيد الحياة، بالإضافة إلى رفات أكثر من 30 آخرين. ترى الحكومة الإسرائيلية أن حل أزمة الرهائن خطوة حاسمة لإنهاء الحرب، لكنها أوضحت أنها لن تُنهي الصراع دون تفكيك حماس.
موقف حماس والعمليات العسكرية الإسرائيلية
في حين استأنفت قوات الدفاع الإسرائيلية هجومها، كان رد حماس مُقيّدًا نسبيًا. فعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حماس خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك تدهور قدراتها العسكرية، لا تزال الحركة تُسيطر على عشرات الآلاف من المقاتلين المُسلّحين.
في الأيام الأخيرة، أطلقت حماس بضعة صواريخ على إسرائيل، إلا أنه تم اعتراضها جميعًا أو إسقاطها دون إحداث أضرار جسيمة.
ركزت العمليات العسكرية بشكل أساسي على استعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية في غزة، بما في ذلك الممرات الرئيسية، واستعادة الأراضي التي كانت تسيطر عليها حماس.
مع ذلك، وعلى عكس العمليات السابقة، امتنعت القوات الإسرائيلية عن اجتياح المدن الفلسطينية في غزة أو الشروع في عمليات إجلاء جماعي للمدنيين.
الأزمة الإنسانية في غزة
يستمر الوضع الإنساني في غزة في التدهور، ويتفاقم بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والذي أعاق إيصال المساعدات الأساسية كالغذاء والماء والإمدادات الطبية. وقد ترك أكثر من عام من الحرب السكان في حاجة ماسة إلى الموارد الأساسية، مع انتشار تقارير عن الجوع والمرض والنزوح.
ركزت الجهود الدولية، وخاصة تلك التي تبذلها الولايات المتحدة، على إيجاد سبيل لتجديد وقف إطلاق النار، مما يُسهّل إيصال المساعدات الإنسانية، وربما يُفضي إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
اقرأ أيضا.. من الخوف إلى الفخر.. كيف تحول “المطلوب” في سوريا إلى وسام شرف؟
الاضطرابات السياسية في إسرائيل
على الصعيد المحلي، تواجه إسرائيل اضطرابات سياسية متزايدة بسبب تعاملها مع الحرب. وقد أثار قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقالة رونين بار، رئيس جهاز المخابرات (الشاباك)، احتجاجات وانتقادات داخل إسرائيل.
تدخلت المحكمة العليا الإسرائيلية، وأصدرت أمرًا قضائيًا بتجميد إقالة بار حتى تتم مراجعة القضية. وقد أدان حلفاء نتنياهو إجراء المحكمة، ووصفوه بأنه تجاوز للحدود.
الطريق إلى السلام؟
لا يزال مستقبل محادثات السلام غامضًا. فرغم أن حماس أبدت استعدادًا للدخول في مفاوضات من أجل هدنة دائمة، إلا أنها لا تزال متمسكة برفضها حل قواتها المسلحة أو الموافقة على شروط إسرائيل لتسوية سلمية طويلة الأمد.
أشار حسام بدران، المسؤول البارز في حماس، إلى أنه في حين أن الحركة منفتحة على المناقشات، فإن أي اتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن يجب أن يؤدي إلى إنهاء دائم للحرب. أما بالنسبة لإسرائيل، فإن القضاء على حماس لا يزال شرطًا غير قابل للتفاوض من أجل السلام.
دور الوسطاء الدوليين
تعمل الولايات المتحدة وجهات دولية أخرى خلف الكواليس للتوسط بين الجانبين، وقد أحرز بعض التقدم في المناقشات الأخيرة.
اقترح ستيف ويتكوف، مبعوث إدارة ترامب إلى الشرق الأوسط، تمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن. وبينما قبلت إسرائيل هذا الاقتراح، لم تلتزم حماس التزامًا كاملًا بعد، مما يترك الطريق إلى سلام مستدام محاطًا بالشكوك.