إسرائيل تغتال علي شادماني في طهران.. هل دخلت المواجهة مرحلة “قطع الرؤوس”؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز علي شادماني، الذي عُيّن قبل أيام قائداً لمقر “خاتم الأنبياء” المركزي التابع للحرس الثوري، خلفاً للجنرال غلام علي رشيد، الذي قتل أيضاً في غارة إسرائيلية.

وأوضح بيان للجيش الإسرائيلي أن شادماني، الذي تولى منصب “رئيس أركان الحرب”، قُتل في غارة جوية دقيقة استهدفت مبنى في وسط طهران، مضيفاً أنه كان يشغل موقعاً حساساً في المؤسسة العسكرية الإيرانية ويعدّ من أبرز المستشارين العسكريين للمرشد علي خامنئي.

تعيين علي شادماني

جاء تعيين شادماني في منصبه يوم الجمعة الماضي، بقرار من خامنئي، إثر مقتل رشيد، حيث كُلّف بتنسيق التخطيط الاستراتيجي والعملياتي لمواجهة التهديدات الخارجية، وتعزيز التكامل مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

وكان شادماني يشغل سابقاً منصب نائب قائد قيادة الطوارئ، كما ترأس إدارة العمليات في هيئة الأركان، وتتهمه إسرائيل بلعب دور رئيسي في تنسيق الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على أهداف داخل الأراضي المحتلة.

اغتيال علي شادماني واستراتيجية إسرائيل

قناة i24 الإسرائيلية نقلت عن مصادر أمنية أن اغتيال شادماني جزء من استراتيجية تهدف إلى تقويض القدرة الإيرانية على شنّ هجمات منسقة ضد إسرائيل، عبر استهداف من تصفهم بـ”العقول المدبرة” في النظام الإيراني.

وتأتي عملية اغتيال شادماني ضمن “عملية الأسد الصاعد”، التي شنتها إسرائيل فجر الجمعة، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين في طهران، إلى جانب استهداف منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وشملت قائمة المستهدفين خلال العملية، بحسب ما أُعلن، رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، إلى جانب قائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي، وقائد القوات الجوية والفضائية أمير علي حاجي زاده.

كما أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بمقتل رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري محمد كاظمي ونائبه، في غارة إسرائيلية استهدفت العاصمة الإيرانية، الأحد الماضي.

ترامب يعارض استهداف خامنئي

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولَين أمريكيين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض في الأيام الأخيرة خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، ما يعكس وجود تباين في المواقف بين واشنطن وتل أبيب بشأن سقف التصعيد.

وأكد مسؤول إسرائيلي للوكالة أن “قائمة الأهداف لا تزال طويلة”، دون تحديد أسماء أو جدول زمني للهجمات، ما يشير إلى أن العمليات الإسرائيلية داخل العمق الإيراني مستمرة، في ظل صمت رسمي إيراني لم تُكسر حدّته بعد.

اغتيال علي شادماني مرحلة جديدة من المواجهة

تشير المعطيات الميدانية إلى أن إسرائيل انتقلت إلى مرحلة جديدة في صراعها مع إيران، تقوم على تصفية القادة العسكريين الكبار في مراكزهم، وتعطيل مفاصل القرار داخل الحرس الثوري وهيئة الأركان، في محاولة لشلّ القدرة الإيرانية على الرد المنسق.

وتُطرح تساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني المرتقب، في ظل غياب التصريحات الرسمية، وسط توقعات بتحرك عبر وكلاء إيران في المنطقة، أو تنفيذ عمليات خارج حدودها لتفادي مواجهة مباشرة قد تنزلق إلى حرب شاملة.

ومع استمرار الضربات، يبدو أن تل أبيب لا تكتفي بتوجيه الرسائل، بل تعمل على تنفيذ أجندة واضحة لتفكيك القوة العسكرية الإيرانية من الداخل، عبر استهداف القيادات المحورية ومراكز القرار العملياتي، في وقت لا يزال فيه النظام الإيراني يلتزم الصمت، وسط ترقّب داخلي وخارجي لما قد تحمله الأيام المقبلة.

اقرأ أيضا

اغتيال خامنئي… لماذا تُكرّر إسرائيل تهديداتها باستهداف مرشد إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى