إسرائيل تقرّ بفشل اغتيال خامنئي.. كيف نجا مرشد إيران من عملية التصفية الجسدية؟

في اعتراف نادر يَحمل أبعادًا استراتيجية خطيرة، أقرَّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده فشلت في تنفيذ مُخطَّط اغتيال علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني آية الله خلال الحرب الأخيرة مع طهران.
وكشف كاتس في تصريحات متلفزة أن خامنئي كان هدفًا مشروعًا، لكن ظروفه الأمنية حالت دون تحقيق المهمة التي وُصفت بأنها “أكبر عملية تصفية في تاريخ الصراع بين الجانبين”.
كاتس: “لو كان في مرمانا لقتلناه”
وفي مقابلة مع إذاعة “كان” الإسرائيلية العامة، صرّح كاتس مساء الخميس:”لو كان في مرمانا لقتلناه… لقد بحثنا كثيرًا عنه، لكنه فهم ذلك، فذهب إلى أعماق الأرض، وقطع الاتصال مع القادة… وبالتالي لم يكن الأمر ممكنًا.”
وأوضح أن خامنئي تحصن في مواقع سرية وعميقة، ما جعل الوصول إليه مستحيلًا خلال المعارك، مشيرًا إلى أن “إسرائيل لن تستهدفه بعد وقف إطلاق النار، فهناك فرق بين ما قبل الهدنة وما بعدها”.
خامنئي والبقاء في الغرف المحصّنة
في محاولة للتقليل من فشل المهمة، أشار كاتس إلى أن خامنئي “تعلّم من حسن نصرالله”، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، الذي قُتل في هجوم جوي ضخم نفذته إسرائيل على بيروت في سبتمبر 2024.
وقال: “يجب أن يتعلم من نصرالله الذي بقي في غرفة محصَّنة لسنوات… وهذا ما فعله خامنئي فعلًا”.
رغم أن المرشد الأعلى الإيراني لم يغادر البلاد منذ توليه السلطة عام 1989، إلا أن تحركاته تبقى محاطة بسرية أمنية مطلقة، ويخضع نظامه لحماية معقّدة تشمل شبكة من الأنفاق ومراكز القيادة المحصّنة تحت الأرض.
ماذا يعني اغتيال خامنئي؟
اغتيال خامنئي لا يعني فقط قتل شخص، بل تفكيك رأس النظام الإيراني. فالمرشد الأعلى هو الولي الفقيه، ويُعتبر قائد إيران الفعلي مدى الحياة، وفق الدستور الإيراني ومجلس الخبراء.
وبحسب مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، فإن اغتياله سيخلق فراغًا كبيرًا في السلطة، وقد يُشعل صراعًا داخليًا بين التيارات المختلفة حول من يخلفه، في ظل غياب خليفة واضح وتحفز الحرس الثوري للعب دور أكبر.
ويحذر خبراء من أن محاولة إسقاط رأس النظام الإيراني بالقوة قد تؤدي إلى تفكك الدولة وانفجار الصراعات العرقية والمناطقية، في سيناريو شبيه بما حدث في العراق بعد 2003، وربما أسوأ.
اغتيال خامنئي كان سيشعل الشرق الأوسط
يرى محللون أن اغتيال خامنئي كان سيمثل أخطر تصعيد في تاريخ المنطقة، وربما يؤدي إلى ما وصفه أحد كبار مستشاري البنتاغون بـ”ضمان حرب إقليمية لا مجرد خطرها”.
ردّ إيران على مقتل مرشدها الأعلى كان سيكون غير تقليدي، وقد يشمل استهداف حلفاء واشنطن وتل أبيب في الخليج والبحر المتوسط.
في المقابل، يرى البعض أن غياب خامنئي قد يفتح الباب أمام تغييرات سياسية داخلية وخارجية، لكنها ليست بالضرورة إيجابية، إذ يُحتمل أن يتولى الحرس الثوري الحكم بشكل مباشر، ما يعني مزيدًا من التشدد.
اقرأ أيضًا: تصريحات متضاربة وتقييمات مختلفة.. كيف فجَّرت إيران الخلافات داخل إدارة ترامب؟