إسرائيل تقصف موانئ ومحطة كهرباء خاضعة لسيطرة الحوثيين باليمن

القاهرة (خاص عن مصر)- في 10 يناير 2025، شنت إسرائيل غارات جوية على عدة أهداف رئيسية في اليمن، تسيطر عليها جماعة الحوثي.

وركزت الضربات على الموانئ ومحطة كهرباء، بما في ذلك محطة كهرباء حزيز بالقرب من العاصمة صنعاء، وميناء تصدير النفط الرئيسي في رأس عيسى.

وفقا لنيويورك تايمز، يأتي هذا التصعيد في العمل العسكري في أعقاب هجمات الحوثيين المتزايدة على إسرائيل والممرات الملاحية الدولية، وخاصة في البحر الأحمر.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الغرض من هذه الضربات هو تعطيل التهديد الحوثي ومنع المزيد من الهجوم ضد إسرائيل.

تصاعد التوترات والمخاوف الدولية

تأتي تصرفات إسرائيل ردًا على سلسلة من الهجمات الحوثية، التي تكثفت منذ بدء حرب غزة في أكتوبر 2023.

أطلق الحوثيون، المدعومون من إيران، صواريخ وطائرات بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية، بينما استهدفوا أيضًا طرق الشحن التجارية في محاولة لتعطيل التجارة العالمية.

ودفع هذا التهديد المتزايد إسرائيل وحلفاءها، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى الرد في محاولة لحماية المياه الدولية من المزيد من الاضطرابات.

ورغم هذه الجهود، يظل من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الضربات ستنجح في إجبار الحوثيين على وقف هجماتهم، وأظهر الحوثيون قدرتهم على الصمود، وحافظوا على مواقعهم في اليمن على الرغم من الحملات العسكرية العديدة التي تهدف إلى هزيمتهم.

وأثار الخبراء مخاوف بشأن التأثير الإنساني المحتمل لهذه الضربات، خاصة وأن الموانئ مثل الحديدة تشكل قنوات حيوية للإمدادات الغذائية والطبية إلى شمال اليمن.

ويواجه اليمن، الذي مزقته الحرب الأهلية بالفعل لأكثر من عقد من الزمان، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يتعرض الملايين من الناس لخطر سوء التغذية والأمراض.

اقرأ أيضا.. حرب السودان.. التطهير العرقي والعنف المستهدف للمجتمعات غير العربية في دارفور

استراتيجية إسرائيل وتصريحات المسؤولين

وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الضربات بأنها تحذير لأي شخص يهدد إسرائيل، وقال: “الرسالة واضحة: أي شخص يضر بإسرائيل سيضرب عشرة أضعاف”.

وكرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الشعور، محذرا من أن الحوثيين سيستمرون في “دفع ثمن باهظ” لعدوانهم.

وصعد كاتس من حدة خطابه، مهددًا بقتل عبد الملك الحوثي، زعيم حركة الحوثيين، وقادة رئيسيين آخرين، وأعلن: “لا أحد محصن”، متعهدًا بتدمير البنية التحتية للإرهاب الحوثي.

التداعيات الإنسانية والاستراتيجية

لقد قوبلت الضربات بانتقادات من الجماعات الإنسانية والخبراء، الذين حذروا من أن استهداف البنية التحتية الحيوية، مثل الموانئ، قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في اليمن.

ومع اعتماد الملايين من اليمنيين على هذه الموانئ للحصول على الغذاء والإمدادات، فإن المزيد من الاضطراب قد يكون له عواقب كارثية.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، يصر الجيش الإسرائيلي على أن أهدافه استخدمت لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين، وأن هذه الإجراءات مبررة في ضوء الهجمات المستمرة ضد إسرائيل.

نتيجة غير مؤكدة

في حين أن الضربات ضد الحوثيين هي جزء من استراتيجية أوسع لحماية المصالح الإسرائيلية والممرات الملاحية الدولية، فإنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت ستردع ميليشيا الحوثيين بشكل فعال عن مواصلة هجماتها.

لا يزال موقف الحوثيين في اليمن قويا، كما أن الدعم الذي يتلقونه من إيران يعقد الجهود الرامية إلى حل الصراع.

وتواجه إسرائيل وحلفاؤها تحدي الموازنة بين الأهداف العسكرية واحتمال تصعيد الأزمة الإنسانية في اليمن، مما يجعل الطريق إلى الأمام غير واضح على نحو متزايد.

زر الذهاب إلى الأعلى