إسرائيل تكشف تفاصيل عملية خاصة في جنوب سوريا.. ما علاقة إيران؟

نفَّذت قوات تابعة لجيش إسرائيل، فجر اليوم الأربعاء عملية عسكرية خاصة في ريف القنيطرة جنوب سوريا، أعلنت خلالها اعتقال 3 مواطنين سوريين، زاعمةً ارتباطهم بإيران.
العملية جرت ضمن سياق تصاعد التوترات في الجنوب السوري، في وقت تشير فيه تقارير إلى اتصالات غير معلنة بين دمشق وتل أبيب لترتيب تفاهمات أمنية جديدة.
اقتحام فجرًا واعتقال ثلاثة أشقاء
وبحسب وسائل إعلام، اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية مزرعة البصالي في ريف القنيطرة الجنوبي عند الساعة الثانية فجراً، واعتقلت ثلاثة مواطنين من عائلة الأحمد، هم عامر ومالك وسالم، بحسب ما أفادت مصادر محلية.
وأكدت المصادر أن القوات انسحبت باتجاه الجولان المحتل دون اشتباك، بينما لا يزال مصير المعتقلين مجهولاً. وتشير معلومات إلى أن أحدهم أُجبر على العودة من مدينة نوى تحت تهديد باعتقال أفراد أسرته.
إسرائيل تزعم اعتقال “خلية إرهابية مرتبطة بإيران” جنوب سوريا
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن العملية نُفذت من قِبل اللواء 474 التابع للفرقة 210، بالتعاون مع وحدة الاستخبارات 504، واستهدفت ما وصفه بـ”خلية مخربين” جنوبي سوريا، قال إنها “تحركت بأوامر من إيران”.
وأشار البيان إلى ضبط أسلحة وذخائر خلال المداهمة، معتبراً أن العملية جاءت استناداً إلى معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الأسابيع الماضية.
ونشر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، صوراً ومقطع فيديو للعملية، ضمن حملة دعائية تؤكد استمرار تل أبيب في توجيه ضربات استباقية داخل الأراضي السورية.
المعتقلون من أصول فلسطينية؟
بحسب وسائل إعلام، ذكرت مصادر حقوقية وإعلامية أن المعتقلين الثلاثة ينحدرون من أصول فلسطينية، وأن أحدهم عاد من درعا بعد تهديده باعتقال بناته في حال لم يسلم نفسه.
وتفتح هذه المعطيات الباب أمام فرضيات حول علاقتهم بحركات فلسطينية تنشط داخل الجنوب السوري.
جنوب سوريا والتوتر مع إسرائيل
تأتي هذه العملية في سياق تصعيد متواصل من قِبل الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف داخل سوريا، خاصة منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي. حيث نُفذت مئات الغارات الجوية وعمليات التوغل البري، بالتوازي مع استهداف مواقع مرتبطة بالجيش السوري وحلفائه، لا سيما حزب الله وإيران.
وباتت المنطقة العازلة المحاذية للجولان تحت سيطرة ميدانية غير معلنة لقوات الاحتلال، في خرق لاتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، دون رد حقيقي من النظام السوري أو الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة تحذّر: “وجود غير مشروع”
أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أواخر يونيو، عن قلقه إزاء الوجود العسكري الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة جنوب سوريا، مؤكداً أن هذا الوجود “ينتهك اتفاق 1974″، الذي يسمح فقط لقوات “أندوف” بالتواجد هناك.
رغم ذلك، لم تُسجَّل أي تحركات دولية فعلية للحد من التدخلات الإسرائيلية المتزايدة جنوب سوريا.
تسريبات عن اتفاق أمني وشيك
تزامنت العملية الأخيرة مع تقارير تتحدث عن تقارب غير معلن بين دمشق وتل أبيب، قد يُفضي إلى تفاهمات أمنية تتيح لإسرائيل فرض معادلات ميدانية جديدة، خصوصاً في المناطق الحدودية.
ويرى مراقبون أن تل أبيب تسعى لفرض أمر واقع على الأرض، من خلال تحييد النفوذ الإيراني، وتأمين محيط الجولان، استعداداً لأي ترتيبات سياسية قادمة.
تل أبيب توسّع نفوذها تحت غطاء “الأمن القومي”
بحسب مراقبون فمع تكرار عمليات التوغل والاعتقال داخل سوريا، يبدو أن إسرائيل تفرض واقعاً ميدانياً جديداً في الجنوب السوري، مستغلة الانهيار الكامل لمؤسسات النظام وتراجع الحضور الروسي، لتنفيذ عمليات دقيقة ضد ما تعتبره “تهديدات إيرانية”.
ويُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من هذه العمليات، خاصة مع الحديث عن ترتيبات إقليمية شاملة تتعلّق بسوريا، تشمل ملف الحدود والنفوذ الإيراني وعودة اللاجئين.
اقرأ أيضًا: تل أبيب تهدد صنعاء بعد طهران.. هل تفتح قاذفات B-2 جبهة جديدة في اليمن؟