إسرائيل تمدد وجودها العسكري في لبنان بمباركة إدارة ترامب
القاهرة (خاص عن مصر)- أصدرت حكومة إسرائيل تفويضًا للقوات الإسرائيلية بتمديد وجودها في جنوب لبنان إلى ما بعد الموعد النهائي المتفق عليه للانسحاب والذي يبلغ 60 يوماً، والذي كان من المقرر أن ينتهي يوم الأحد.
وفقًا لتقرير فورين بوليسي، يأتي هذا التمديد على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي تم التوصل إليه في نوفمبر، والذي نص على الانسحاب الكامل بحلول 26 يناير بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فإن استمرار الانتشار ضروري بسبب فشل الجيش اللبناني المزعوم في كبح أنشطة حزب الله في المنطقة.
قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، مؤكدًا المخاوف بشأن التهديدات الأمنية من حزب الله: “هناك تحرك، لكنه لا يتحرك بالسرعة الكافية”.
تقارير الأمم المتحدة عن الاحتلال الإسرائيلي
أفاد أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، أن إسرائيل تواصل احتلال ما يقرب من 70 في المائة من الأراضي التي احتلتها بعد غزوها في الأول من أكتوبر 2024. وفي حين لم يحدد المسؤولون الإسرائيليون جدولاً زمنيًا نهائيًا للانسحاب، قال مصدر حكومي لشبكة سي أن أت، إن القوات يمكن أن تبقى لمدة 30 يومًا أخرى على الأقل.
وأكد النائب الإسرائيلي بيني جانتس ضرورة الوجود العسكري الموسع، قائلاً: “من الضروري إعطاء الأولوية لأمن سكان الشمال وضمان عدم ظهور التهديد للمجتمعات الشمالية مرة أخرى. وإلا فلن نتعلم شيئًا من 7 أكتوبر”.
تحذير حزب الله وردود الفعل الدولية
ردًا على ذلك، أصدر حزب الله تحذيرًا صارخًا، واصفًا الوجود العسكري الإسرائيلي المستمر بأنه “انتهاك صارخ للاتفاق، واعتداء على السيادة اللبنانية، وبداية فصل جديد من الاحتلال”. وحثت الجماعة المسلحة المراقبين الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، على التدخل وضمان امتثال إسرائيل لشروط وقف إطلاق النار.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر كان من المقرر أن يبقى الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط في جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة بستين يومًا. ويشير بيان حزب الله إلى أن الجماعة قد تصعد عملياتها إذا رفضت إسرائيل الانسحاب كما هو متفق عليه.
اقرأ أيضًا: من رأس الرجاء الصالح إلى قناة السويس.. هل تعود حركة الشحن لطبيعتها بعد توقف الهجمات؟
الوساطة الأمريكية وموقف إدارة ترامب
كانت إسرائيل في مناقشات وثيقة مع إدارة ترامب، سعياً للحصول على موافقة الولايات المتحدة على تأخير الانسحاب. وأشار مسؤولو البيت الأبيض إلى دعمهم لـ “تمديد قصير ومؤقت لوقف إطلاق النار”، مؤكدين على الحاجة إلى ضمانات أمنية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بريان هيوز: “إن الرئيس دونالد ترامب ملتزم بضمان عودة المواطنين الإسرائيليين بأمان إلى منازلهم في شمال إسرائيل، مع دعم الرئيس جوزيف عون والحكومة اللبنانية الجديدة”. كما أقر البيت الأبيض بالمفاوضات الجارية مع الشركاء الإقليميين لإضفاء الطابع الرسمي على التمديد مع ضمان الاستقرار العام لاتفاق وقف إطلاق النار.
التداعيات السياسية اللبنانية
يمثل التمديد الإسرائيلي تحديًا كبيرًا للرئيس اللبناني المنتخب حديثًا جوزيف عون. عند توليه منصبه في وقت سابق من هذا الشهر، تعهد عون بمركزية جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة، مما يشير إلى دفعة محتملة لإضعاف نفوذ حزب الله. ومع ذلك، فإن القوة السياسية والعسكرية الراسخة للجماعة تشكل عقبة هائلة أمام هذه الجهود.
إذا اشتعلت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تميز بين حزب الله والقوات المسلحة اللبنانية. إن الهجمات المستمرة لحزب الله على إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، تضامناً مع حماس، تزيد من تعقيد وقف إطلاق النار الهش.