إسرائيل تُسلم أوكرانيا أنظمة باتريوت قديمة.. خطوة اضطرارية أم تصفية ترسانة؟

أعلن السفير الإسرائيلي لدى أوكرانيا، ميخائيل برودسكي، أن بلاده نقلت أنظمة الدفاع الجوي من طراز MIM-104 باتريوت إلى القوات المسلحة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن هذه الأنظمة كانت في الخدمة منذ أوائل التسعينيات لدى الجيش الإسرائيلي، وقد تم التوصل إلى اتفاق لنقلها إلى كييف.

دوافع سياسية وأمنية وراء تحول موقف إسرائيل تجاه أوكرانيا

قرار إسرائيل بتسليح أوكرانيا يمثل تحولًا لافتًا بعد سنوات من التردد، والذي كان مرتبطًا بالحفاظ على علاقات مستقرة مع روسيا.

لكن التوترات المتصاعدة في غزة، والاشتباكات مع حزب الله والحوثيين، وتصاعد الاعتماد على الدعم الأمريكي والأوروبي، دفع تل أبيب تدريجيًا نحو تبني موقف أكثر انسجامًا مع توجهات الغرب.

ويُرجّح أن سقوط النظام السوري الحليف لروسيا، وتفكيك ترسانته الصاروخية التي كانت مصدر تهديد لإسرائيل، قد لعبا دورًا إضافيًا في تليين القرار.

وبرغم تأكيده على عملية النقل، تجنب السفير الإفصاح عن توقيتها الدقيق أو عدد الوحدات المُسلّمة، ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام احتمالات متعددة بشأن حجم الدعم الفعلي.

قدرات منظومة باتريوت الأمريكية

إخراج الباتريوت من الخدمة في إسرائيل بسبب الأداء المُحبط

أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية في مايو 2024 رسميًا إيقاف تشغيل أنظمة باتريوت، رغم استمرار التهديدات الصاروخية من جبهات متعددة.

وقد ربط محللون هذا القرار بتقارير عن فشل الأنظمة في تمييز الطائرات الصديقة، إذ أشارت مصادر أمريكية إلى أن 40% من الطائرات المُسقطة في أواخر 2024 كانت طائرات إسرائيلية بدون طيار، سقطت بنيران صديقة من نظام باتريوت.

ومع تصاعد الانتقادات، استُبدل النظام بمنظومة “مقلاع داود” الأكثر دقة وحداثة.

الترسانة الإسرائيلية تملأ فجوة غربية حرجة رغم قدمها

في ظل العجز الحاد في مخزونات حلف الناتو من أنظمة باتريوت، تحولت إسرائيل – بصفتها الوحيدة التي أخرجت هذه الأنظمة من الخدمة – إلى موردٍ محوري لتعويض الخسائر الأوكرانية.

ومع ذلك، فإن التقادم الزمني لهذه الأنظمة يثير شكوكًا كبيرة حول قدرتها على توفير تغطية فعالة، خاصة أن واشنطن نفسها لم تتمكن من تلبية طلب زيلينسكي لتوفير “سبع بطاريات جديدة”.

الباتريوت تحت نيران إسكندر الروسي.. خسائر متتالية في أوكرانيا

تشير البيانات المتداولة إلى أن أنظمة باتريوت في أوكرانيا تتعرض لموجات استهداف ناجحة من صواريخ إسكندر-إم الروسية، المعروفة بقدرتها على الإفلات من الاعتراض.

أسلحة أمريكية لتسليح أوكرانيا
صواريخ لنظام الدفاع الجوي باتريوت

فمنذ فبراير 2024، تم توثيق تدمير ما لا يقل عن سبع بطاريات باتريوت وعدد من راداراتها المتطورة في مناطق مثل سيرجيفكا وأوديسا ودنيبروبيتروفسك، ما يسلّط الضوء على محدودية قدرة النظام في مجابهة تهديدات الصواريخ الباليستية الحديثة.

أوروبا والولايات المتحدة تواجهان استنزافًا حادًا في أنظمة باتريوت

بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، فإن المخزونات الغربية من أنظمة باتريوت باتت في مستويات حرجة.

جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أكد في أبريل 2024 أن بلاده غير قادرة على تلبية المزيد من الطلبات الأوكرانية، في حين أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أن أنظمة الدفاع الجوي في بلادها أصبحت “شبه منقرضة”، ما يعكس عمق الأزمة.

وهكذا، فإن تل أبيب، رغم محدودية إمكانياتها، تبرز كمورد اضطراري مؤقت في معركة استنزاف طويلة.

هل تستطيع بطاريات إسرائيل القديمة إنقاذ الدفاعات الأوكرانية؟

في ظل التهديدات الجوية الروسية وتآكل الدفاعات الأوكرانية، يبرز تساؤل جوهري: هل تُشكل أنظمة باتريوت الإسرائيلية العتيقة دعمًا حقيقيًا أم عبئًا لوجستيًا؟

فرغم أن هذه الأنظمة تمثل تعزيزًا كميًا لشبكة الدفاع الأوكرانية، فإن قِدمها، وتاريخ أدائها المثير للجدل في كل من إسرائيل والعراق سابقًا، قد يحدّ من فعاليتها الميدانية أمام تحديات الجيل الجديد من الصواريخ الروسية.

اقرأ أيضاً.. اللغز الصيني الطائر J-36.. صورة مسرّبة تكشف أسرار مقاتلة المستقبل الشبحية

زر الذهاب إلى الأعلى