إسقاط طائرة مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر بنيران صديقة
القاهرة (خاص عن مصر)- أسقطت صواريخ موجهة أمريكية طائرة مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأحمر فيما وصفه مسؤولون عسكريون بحالة نيران صديقة.
وفقًا لتقرير نيويورك تايمز، تسلِّط هذه الحادثة، التي شملت طائرة من طراز F/A-18 من مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، الضوء على التعقيدات والمخاطر المحتملة للعمليات العسكرية في المناطق المتنازع عليها.
تفاصيل الحادث
أكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الحادث وقع في وقت مبكر من يوم الأحد، حيث أطلقت يو إس إس جيتيسبيرج النار عن طريق الخطأ على الطائرة بعد وقت قصير من انطلاقها من حاملة الطائرات. ولحسن الحظ، نجا الطياران على متن الطائرة بسلام، رغم إصابة أحدهما بجروح طفيفة. وتم إنقاذ الطيارين بسرعة، وتم فتح تحقيق في ملابسات الحادث.
تعد يو إس إس هاري إس ترومان وجيتيسبيرج جزءًا من مجموعة حاملة طائرات تم نشرها في المنطقة. ويأتي هذا الانتشار في إطار الجهود الأمريكية لضمان أمن الممرات المائية الدولية في منطقة تتسم بتصاعد التوترات.
اقرأ أيضًا: أحياء أو أموات نريد أبناءنا نريد عظامهم.. نساء سوريا تلملم شتات أمة محطمة
تصاعد التوترات في البحر الأحمر
وقع الحادث على خلفية النشاط العسكري المتزايد الذي تشارك فيه ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال غرب اليمن. وكثف الحوثيون هجماتهم على الأهداف البحرية في البحر الأحمر، معتبرين أفعالهم تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وردا على ذلك، كثف الجيش الأميركي عملياته لردع هذه التهديدات. وأفادت القيادة المركزية الأمريكية بتنفيذ غارات جوية متعددة على مرافق تخزين وقيادة الصواريخ التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء باليمن يوم السبت.
بالإضافة إلى ذلك، اعترضت القوات الأميركية طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين وصواريخ كروز مضادة للسفن فوق البحر الأحمر في الأيام الأخيرة.
رؤى الخبراء
أعرب الخبراء العسكريون عن مخاوفهم بشأن مخاطر العمل في منطقة يشارك فيها العديد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك الحوثيون، في مناورات عسكرية متكررة ومعقدة. وتؤكد حادثة النيران الصديقة على احتمالية حدوث أخطاء في البيئات عالية الضغط.
“يُظهِر هذا الحادث التحديات التي تواجه التنسيق والتواصل أثناء العمليات النشطة، وخاصة في المناطق ذات مستويات التهديد المرتفعة”، كما قال أحد المحللين الدفاعيين المطلعين على العمليات البحرية الأمريكية.
التزام الولايات المتحدة بالأمن البحري
على الرغم من الحادث، لا يزال الجيش الأمريكي ملتزمًا بضمان سلامة الممرات المائية الدولية. يعكس نشر مجموعة حاملة الطائرات هاري إس ترومان واستمرار عملياتها في المنطقة تصميم واشنطن على مواجهة التهديدات التي تشكلها قوات الحوثيين والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار.
بينما تستمر التحقيقات في حادث النيران الصديقة، يؤكد المسؤولون الأمريكيون على أهمية الدقة التشغيلية والحاجة الملحة لتقليل المخاطر على الأفراد والأصول في مناطق الصراع.