إصابة 3 لبنانيين إثر دخول مئات الإسرائيليين الأراضي اللبنانية لزيارة قبر حاخام

شهدت الحدود اللبنانية – الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا، حيث دخل نحو 800 مستوطن إسرائيلي متدين، الجمعة، إلى الأراضي اللبنانية الحدودية لزيارة قبر الحاخام آشي، وذلك لأول مرة تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.
زيارة مثيرة للجدل إلى الأراضي اللبنانية وسط إجراءات عسكرية
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القبر يقع مقابل مستوطنة مرغليوت، ويمتد جزء منه داخل الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى توافد مئات الإسرائيليين إلى الموقع خلال الأسابيع الأخيرة دون تنسيق مسبق مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما تسبب في اندلاع مواجهات بين المستوطنين والجنود الإسرائيليين.
وأشارت التقارير إلى أن بعض المستوطنين حاولوا عبور الحدود إلى داخل الأراضي اللبنانية، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى اعتقالهم لمنع تفاقم الأوضاع.
إصابات في صفوف اللبنانيين وسط إدانات رسمية
في تطور خطير، أفاد مصدر أمني لبناني بإصابة ثلاثة مواطنين لبنانيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تجمع لأهالي بلدة كفركلا الحدودية، احتجاجًا على اقتحام المستوطنين للأراضي اللبنانية.
وأصدر الجيش اللبناني بيانًا رسميًا، أكد فيه أن الجيش الإسرائيلي عمد إلى إدخال مستوطنين إلى الأراضي اللبنانية في منطقة العباد – حولا، معتبرًا ذلك “انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية”.
وأشار البيان إلى أن هذا التصرف يمثل خرقًا للقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الجيش اللبناني يتابع التطورات بالتنسيق مع اللجنة الخماسية المشرفة على وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
تصعيد إسرائيلي مستمر رغم وقف إطلاق النار
من جهة أخرى، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، الخميس، أن إسرائيل مستمرة في انتهاك السيادة اللبنانية عبر البر والبحر والجو، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الجانبين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأكد الجيش اللبناني أن الاعتداءات الإسرائيلية تهدد استقرار لبنان والمنطقة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يستمر في استهداف المدنيين في الجنوب والبقاع، كما أنه يحتل أراضي لبنانية ويقوم بخروقات متكررة للحدود البرية.
وأوضح البيان أن الجيش اللبناني يواصل مواكبة عودة الأهالي إلى المناطق الجنوبية، من خلال إزالة الذخائر غير المنفجرة، وفتح الطرق، وإزالة الركام، وذلك بالتنسيق مع قوات اليونيفيل واللجنة الخماسية المشرفة على وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضًا .. جنازة حسن نصر الله.. كيف استعد لبنان لتوديع زعيم حزب الله؟
عدم التزام إسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار
يُذكر أن لبنان وإسرائيل توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 26 نوفمبر الماضي، يقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية خلال 60 يومًا، وهي مهلة تم تمديدها حتى 18 فبراير.
لكن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق، حيث استمرت في عمليات التفجير والتجريف والنسف في المناطق التي لا تزال تحتلها، ولا تزال قواتها متمركزة في 5 نقاط حدودية جنوب لبنان، في انتهاك واضح للاتفاقات الدولية.