إطلاق سراح هارون أسوات يثير الجدل في بريطانيا.. هل يقود صديق بن لادن «ريمونتادا» القاعدة؟
يثير الإفراج الوشيك عن هارون أسوات، أحد أبرز المتطرفين البريطانيين وصديق أسامة بن لادن، عاصفة من الجدل في الأوساط الأمنية والسياسية في المملكة المتحدة، مع تصاعد المخاوف من احتمال عودة خلايا القاعدة إلى النشاط من داخل البلاد، بعد سنوات من الرصد والتفكيك.
وبحسب ما نشرته صحيفة “ذا صن”، فإن أسوات، الذي سبق أن حاول إنشاء معسكر تدريب لتنظيم القاعدة داخل الأراضي الأمريكية، يُنتظر أن يغادر وحدة علاج نفسي مؤمنة خلال أيام، بعد استكمال علاجه من اضطرابات نفسية استمرت لأكثر من عقد.
من هو هارون أسوات ؟
ولد هارون أسوات في بريطانيا لأسرة من أصول جنوب آسيوية، وتحوّل بسرعة إلى أحد أبرز المروجين للفكر الجهادي في أوروبا.
وتربطه تقارير استخباراتية مباشرة بزعماء تنظيم القاعدة، وعلى رأسهم أسامة بن لادن، حيث أشار أكثر من مصدر إلى مشاركته في التخطيط اللوجستي لهجمات 11 سبتمبر، وافتخاره بعلاقته الوثيقة بزعيم التنظيم.
كما اتهمته السلطات الأمريكية بمحاولة تأسيس معسكر تدريب للمتطرفين في ولاية أوريغون، ضمن مخطط لتجنيد متشددين وتدريبهم على العمليات المسلحة، قبل أن يفشل المشروع تحت ضغط الاستخبارات الأمريكية.
ورغم هذه الاتهامات، لم يُحاكم أسوات فعليًا، بل تم تحويله إلى منشأة نفسية مغلقة في بريطانيا، بعد تقارير طبية صنّفته كمريض يعاني من “ذهان جنوني”.
مخاوف متزايدة من إطلاق هارون أسوات
الإفراج المتوقع عن أسوات أثار مخاوف عدد من البرلمانيين وخبراء مكافحة الإرهاب، الذين اعتبروا القرار مخاطرة أمنية جسيمة.
وأعربت شخصيات بارزة في لجان الأمن القومي البريطانية عن قلقها من احتمال أن يشكّل أسوات نقطة ارتكاز لإعادة بناء خلايا نائمة تابعة لتنظيم القاعدة داخل بريطانيا.
وبحسب مراقبين، فإن وجود أسوات في الشارع دون رقابة صارمة قد يُستغل من قبل متطرفين آخرين لا يزالون نشطين عبر شبكات الإنترنت والمساجد السرية والمراكز المجتمعية المتطرفة.
كما تساءل بعض النواب عن آلية تقييم “الشفاء النفسي” لمثل هذه الحالات، وما إذا كانت الجهات الصحية تتفهم البعد الأمني للأمر، خصوصًا مع امتلاك أسوات لتاريخ طويل في التحريض والتجنيد.
هارون أسوات والعودة إلى الظل؟
رغم سنوات العزلة، إلا أن تقارير استخباراتية سابقة أكدت احتفاظ أسوات بعلاقات عابرة للحدود، مع عناصر متطرفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يفتح الباب أمام احتمالية أن يكون عودته للحياة العامة بداية لمرحلة جديدة من التغلغل الجهادي داخل المجتمعات الأوروبية.
ولا يستبعد محللون أن يحاول أسوات، ولو من وراء الستار، إعادة تنشيط الشبكات التي ساهم في بنائها قبل سنوات، سواء عبر التمويل أو التحريض أو التنسيق اللوجستي.
ماذا بعد الإفراج عن هارون أسوات ؟
الإفراج عن أسوات يعيد إلى الأذهان حوادث مشابهة، حيث خرج متطرفون من السجون أو المصحات النفسية ليعودوا لتنفيذ عمليات إرهابية دموية في لندن ومانشستر وغيرها، ما يعزز الأصوات المطالبة بتشديد الرقابة وتحديث القوانين الخاصة بـ”الإرهابيين المرضى نفسيًا”.
وفي ظل الغموض المحيط بالضمانات التي سترافق إطلاق سراحه، يبقى السؤال معلقًا: هل يتحوّل صديق بن لادن من مريض نفسي إلى منسق جديد لخلايا القاعدة في قلب بريطانيا؟
اقرأ أيضا
بعد زيارة الشيباني وأبو قصرة .. هل يلتقي بوتين والشرع في موسكو قريبًا؟