إطلاق صواريخ من سوريا على إسرائيل.. ماذا يحدث في الجولان؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن مقذوفين أُطلقا من داخل سوريا عبرا المجال الجوي لـ إسرائيل قبل أن يسقطا في مناطق غير مأهولة جنوب هضبة الجولان، في أول حادثة من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي: “إثر إطلاق صفارات الإنذار في منطقتي حاسبين ورمات ماغشيميم عند الساعة 21:36، تم رصد مقذوفين يعبران من سوريا إلى إسرائيل قبل أن يسقطا دون أن يتسببا بأي أضرار بشرية أو مادية”.

وأضاف: “ردًا على ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مصادر إطلاق النيران داخل سوريا”.

طائرات إسرائيل تخترق أجواء سوريا

وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية إسرائيلية حلّقت فوق الأجواء السورية وخرقت حاجز الصوت، فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي لضربات دقيقة ضد “أهداف مرتبطة بجهات معادية للنظام الجديد في سوريا”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وتقع منطقتا حاسبين ورمات ماغشيميم جنوب هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها لاحقًا في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي واسع.

أول تصعيد من سوريا ضد إسرائيل بعد سقوط الأسد

وتُعدّ هذه الواقعة أول تصعيد مباشر من الجبهة السورية منذ نهاية حكم الأسد أواخر العام الماضي، ومنذ ذلك الحين، أحكمت القوات الإسرائيلية سيطرتها على المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان، وكثّفت عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، في إطار ما تصفه بـ”جهود وقائية لمنع تسرب أسلحة متطورة إلى الجماعات المسلحة الموالية لطهران”.

وفي بيان آخر قبل أيام، شدد الجيش الإسرائيلي على أن عملياته في جنوب سوريا تهدف إلى “تفكيك البنية التحتية الإرهابية” ومنع تهديدات على سكان الجولان، في إشارة واضحة إلى مخاوف أمنية متزايدة من تكرار هجمات من الأراضي السورية.

رسائل الهجوم

ويرى مراقبون أن الهجوم الإسرائيلي الجديد يحمل رسائل مزدوجة، ميدانية وسياسية، مفادها أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد عابر من الجبهة السورية، حتى في ظل الغموض الذي لا يزال يكتنف التوازنات داخل سوريا ما بعد الأسد.

كما يعكس التصعيد تمسك إسرائيل بحقها في “الردع الوقائي”، وهي سياسة كانت قد اعتمدتها طيلة السنوات الماضية خلال الصراع السوري.

وفي حين لم تصدر السلطات السورية الجديدة أي تعليق رسمي حتى الآن، تبقى احتمالات التدهور الأمني في الجنوب السوري قائمة، لا سيما مع تصاعد العمليات الإسرائيلية وتحركات مجموعات مسلحة في المنطقة.

اقرأ أيضا

من مخيمات إدلب إلى قصور الأسد.. ماذا حقق الشرع بعد 6 أشهر في رئاسة سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى