إعفاء السعوديين من تأشيرة الدخول للصين باستثناء هذه الفئة

أعلنت السفارة السعودية لدى جمهورية الصين الشعبية أن القرار الصيني القاضي بإعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول يشمل فقط حاملي الجوازات العادية، ويُستثنى منه حاملو الجوازات الدبلوماسية والخاصة، الذين لا يزال يتعين عليهم الحصول على تأشيرة مسبقة قبل السفر.

وبدأ تطبيق هذا القرار الجديد من 9 يونيو 2025 ويستمر حتى 8 يونيو 2026، حيث يسمح لحاملي الجوازات العادية بدخول الصين لأغراض تشمل السياحة، الأعمال، زيارة الأقارب والأصدقاء، أو الترانزيت، بشرط ألا تتجاوز مدة الإقامة 30 يوما داخل الأراضي الصينية.

علاقات ثنائية في تصاعد.. والصين توسع انفتاحها على الخليج

ويمثل هذا القرار امتدادا لسياسة الانفتاح الصيني تجاه دول مجلس التعاون الخليجي. فقد شملت السياسة التجريبية للإعفاء من التأشيرات أربع دول خليجية أخرى هي سلطنة عمان، الكويت، البحرين، إضافة إلى السعودية. وبذلك، تنضم المملكة رسميا إلى منظومة التعاون الصيني-الخليجي الأوسع.

ووفق تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون مع دول الخليج، مشيرة إلى أن الإعفاء ليس مجرد تسهيل إداري، بل أداة لبناء العلاقات الثنائية في إطار خطة استراتيجية عميقة تستهدف تكامل المصالح الاقتصادية والثقافية.

فرص اقتصادية وسياحية واعدة.. وإشادة من خبراء الأعمال

ولاقى القرار الصيني صدى واسعا لدى رجال الأعمال والمستثمرين، لا سيما في ظل وجود أكثر من 22 رحلة مباشرة أسبوعية بين الصين والسعودية، وهو رقم مرشح للازدياد.

وقد وصفت بيجي لي، الشريك الإداري في شركة SPS Affinity في دبي، القرار بأنه “محوري” لتسهيل الوصول وتعزيز الشراكات في إطار مبادرة الحزام والطريق، متوقعة أن يؤدي إلى زيادة بنسبة 50% في عدد الزوار الخليجيين للصين خلال العام المقبل.

ومن جانبه، أوضح د. جيمس مورجان، المدير العام لشركة Jadara Consulting في الرياض، أن الصين أصبحت وجهة مفضلة للمسافرين الخليجيين بفضل كونها “صديقة للحلال”، وتوفر تجارب إسلامية وسياحية تناسب خصوصية الزوار الخليجيين، فضلا عن كونها مركزا عالميا للتجارة والمعارض.

تفاصيل القرار.. شروط واضحة وقيود محددة

ورغم أن القرار يسهل عملية دخول الصين للسعوديين، إلا أن السفارة السعودية شددت على أهمية الامتثال لشروط السفر لتفادي أي إشكالات قانونية. وفيما يلي ملخص الشروط الأساسية:

– أن يكون المسافر حاملًا لجواز سفر عادي صادر رسميا من الجهات المختصة في المملكة وساري المفعول.
– يُطبق هذا الإعفاء في الفترة ما بين 9 يونيو 2025 وحتى 8 يونيو 2026.
– أن لا تتجاوز مدة الإقامة داخل الأراضي الصينية 30 يومًا في كل زيارة.
– لا يشمل هذا الإعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية أو الخاصة، حيث يُلزم هؤلاء بالحصول على تأشيرة دخول مسبقة وفق الإجراءات المعتادة.

وقد حثت السفارة المواطنين على التأكد من صلاحية جواز السفر ومتابعة التحديثات الرسمية التي قد تطرأ خلال فترة الإعفاء، مشددة على ضرورة عدم تجاوز مدة الإقامة المحددة لتجنب مخالفات قوانين الهجرة الصينية.

توسيع الشبكات الجوية والربط الإقليمي

وتعمل شركات الطيران الخليجية بالتوازي مع نظيراتها الصينية، مثل الخطوط الجوية الصينية والشرقية، على توسيع نطاق الوجهات نحو مدن صينية من “الدرجة الثانية” كـ شنتشن وهانجتشو، بهدف تعميق الربط الإقليمي وتسهيل تنقل رجال الأعمال والسياح.

دبلوماسية التأشيرات.. أداة جديدة في السياسة الخارجية الصينية

ولا يُنظر إلى سياسة الإعفاء من التأشيرة كإجراء إداري فحسب، بل كجزء من دبلوماسية التأشيرات، وهي أداة تعتمد عليها الصين لتعزيز تحالفاتها في الشرق الأوسط، في وقت يشهد النظام الدولي تحولات استراتيجية عميقة.

اقرأ أيضا.. أطول 10 ناطحات سحاب تحت الإنشاء في دبي .. شاهد

ويعتقد مراقبون أن هذه الخطوة ستعزز التبادل التجاري والسياحي، وستُسرع من تنفيذ مشاريع تنموية مشتركة ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، مما يرسخ شراكة طويلة الأمد بين الصين ودول الخليج.

خطوة دبلوماسية اقتصادية ترسم ملامح مستقبل جديد

ويمثل إعفاء السعوديين من تأشيرة الدخول إلى الصين خطوة دبلوماسية ذات بعد استراتيجي، تعكس حجم الثقة والتقارب المتزايد بين الجانبين. فهو لا يسهل فقط إجراءات السفر، بل يترجم رؤية سياسية واضحة تهدف إلى توسيع العلاقات الخليجية-الصينية في مجالات الاستثمار، الثقافة، السياحة، والتجارة.

زر الذهاب إلى الأعلى