إعلان تاريخي.. سوريا تعلن تفكيك “مثلث الموت” وبدء رحلة العودة

في إعلان وُصِف بـ”التاريخي”، أكدت السلطات السورية تفكيك مخيم الركبان الواقع على الحدود مع الأردن، والذي شكَّل لسنوات عنوانًا لمعاناة النازحين السوريين وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.
وقال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، إن تفكيك المخيم وعودة العائلات النازحة يُمثل “نهاية فصل مأساوي صنعته آلة الحرب للنظام البائد”، على حد تعبيره، في إشارة إلى النظام الذي تسبب في تهجير هؤلاء السكان.
الركبان.. من “مثلث الموت” إلى طريق العودة
وفي تدوينة على منصة “إكس”، وصف الوزير المخيم بـ”مثلث الموت”، مشيرا إلى أنه لم يكن مجرد مساحة مؤقتة للجوء، بل رمز للحصار والتجويع في صحراء قاحلة تُرك فيها الناس لمصيرهم المرير.
وأضاف المصطفى أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لمسار أشمل، مشددا على أن الدولة السورية ماضية في تفكيك باقي المخيمات، بدعم من مؤسساتها وبإرادة تتجدد يوما بعد يوم، على حد تعبيره.
كما أكد أن الأمل في نفوس السوريين يتسلل “من بين رمال الألم”، ليحرك العزيمة نحو بناء وطن يتسع للجميع بعد سنوات من الألم والتشريد.
- مخيم الركبان
- سوريا تفكك مخيم الركبان
نهاية لمأساة إنسانية
وبدوره، أكد وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، أن تفكيك المخيم يمثّل “نهاية لإحدى أكثر المآسي الإنسانية قسوة”.
وقال عبر منصة “إكس”: “نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية مسار يعيد جميع النازحين إلى ديارهم بكرامة وأمان.”
الركبان كان رمزا للعزلة
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لم يُخلَ المخيم بشكل كامل، إذ لا تزال فيه نحو 25 عائلة، معظمهم من رعاة الماشية الذين لا يمتلكون بدائل سكنية.
وأضاف المرصد أن المخيم، الذي أُقيم عام 2015 على حدود الأردن والعراق قرب قاعدة “التنف”، كان قد ضم في ذروته نحو 90 ألف نازح، لكنه تحوّل لاحقًا إلى رمز للإهمال والانهيار الإنساني.
كما اتهم النظام السوري السابق والميليشيات التابعة بتشديد الحصار على المخيم، لا سيما في عام 2020، حين مُنعت الإمدادات الغذائية والطبية، مما أدى إلى وفيات، خاصة بين الأطفال، في ظل إغلاق النقطة الطبية الأردنية خلال جائحة كورونا.
اقرأ أيضًا: “ستارجيت الإمارات” في مهب الريح.. طموح للريادة التكنولوجية يصطدم برغبة أمريكية في الهيمنة الرقمية
غياب المنظمات الدولية والحماية القانونية
وأشار المرصد أيضا إلى أن معظم من غادروا المخيم في سنوات سابقة تعرضوا للاعتقال أو الترهيب، في ظل غياب تام لأي حماية قانونية أو ضمانات للعودة الآمنة.
ومع سقوط نظام بشار الأسد، تعوّل العائلات الباقية والجهات الحقوقية على أن يكون تفكيك المخيم بداية فعلية لحل إنساني متكامل يرد شيئا من الكرامة والحقوق لعشرات الآلاف ممن عانوا في عزلة وظروف أشبه بالجحيم.
فصل يُطوى وأمل جديد يُولد
واليوم، يُنظر إلى تفكيك مخيم الركبان ليس فقط كحدث إنساني، بل كتحول سياسي واجتماعي يعيد رسم العلاقة بين الدولة والمواطن السوري النازح، وسط دعوات لضمان العدالة والمحاسبة، وتمكين العودة الآمنة والمستدامة لكافة من شُردوا بفعل الحرب.