إغلاق السفارة الأمريكية في أوكرانيا وتحذير من هجوم روسي كبير.. التفاصيل
أصدرت السفارة الأمريكية في كييف تنبيهًا نادرًا وعاجلًا في وقت مبكر من يوم الأربعاء، محذرة من “هجوم جوي كبير” وشيك من قبل روسيا، وفقا لما نشرته نيويورك تايمز.
يشير هذا التحذير المتزايد، إلى جانب الإغلاق المؤقت للسفارة، إلى تصعيد في الصراع المستمر. ويأتي ذلك في أعقاب نشر أوكرانيا الرائد للصواريخ الباليستية التي زودتها بها الولايات المتحدة لضرب الأراضي الروسية، مما يشير إلى تحول كبير في ديناميكيات الحرب.
كييف على حافة الهاوية مع إغلاق السفارة الأمريكية
في حين أصبحت تنبيهات الغارات الجوية جزءًا راسخًا من الحياة في عاصمة أوكرانيا، فإن خصوصية هذا التحذير من السفارة الأمريكية تؤكد على خطورة الموقف. ونصحت السفارة المواطنين الأمريكيين في كييف بالبحث عن مأوى فوري والبقاء يقظين أثناء الهجوم المتوقع.
قبل ساعات من الإعلان، أكدت أوكرانيا استخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، التي قدمتها الولايات المتحدة، لاستهداف مستودع ذخيرة في منطقة بريانسك الروسية. تمثل الضربة أول استخدام لهذه الصواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية، بعد قرار الرئيس بايدن الأخير برفع القيود المفروضة على نشرها.
اقرأ أيضًا: بصواريخ ميتيور.. صحيفة عبرية: السيسي يسعى لتقليص الفجوة التكنولوجية مع إسرائيل للصفر
تعهد روسيا بالرد
كان رد الكرملين سريعًا وصارمًا. أدان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الضربات الصاروخية، ووصفها بأنها “مرحلة جديدة من الحرب الغربية ضد روسيا”. وتعهد برد قوي، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين موسكو وواشنطن.
على الرغم من أن السفارة لم تقدم تفاصيل عن الهجوم المتوقع، إلا أن إلحاحه يأتي على خلفية تكثيف الضربات الروسية بالطائرات بدون طيار والصواريخ على كييف.
في وقت مبكر من يوم الأربعاء، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي طائرة بدون طيار فوق العاصمة، لكن الحطام المتساقط أشعل حريقًا في مبنى سكني متعدد الطوابق. لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات على الفور، على الرغم من أن الهجوم يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها المدنيون.
مدينة تحت الحصار
لقد تحملت كييف قصفًا لا هوادة فيه طوال الحرب. وعلى مدى الألف يوم الماضية، واجهت المدينة ما يقرب من 1370 إنذارًا بالغارات الجوية، وهو ما يعادل أكثر من 1550 ساعة قضاها المقاتلون في الملاجئ. ووفقًا للإدارة العسكرية للمدينة، أطلقت القوات الروسية أكثر من 2500 صاروخ وطائرة بدون طيار على كييف، مع وقوع ما يقرب من نصف الهجمات هذا العام.
لقد تكثفت وتيرة وشراسة هذه الهجمات في الأشهر الأخيرة، حيث استهدفت أسراب الطائرات بدون طيار العاصمة كل ليلة تقريبًا. وقد تكيف السكان مع هذه المخاطر، فلجأوا إلى الملاجئ في مترو الأنفاق والأقبية أو نفذوا احتياطات مؤقتة مثل نقل الأسرة بعيدًا عن النوافذ.
التهديدات المتزايدة من الأسلحة المتقدمة
حذر المسؤولون الأوكرانيون من أن روسيا تقوم الآن بتجهيز طائرات بدون طيار بعيدة المدى بذخائر حرارية قادرة على إشعال النيران في المباني بأكملها. هذه التطورات، جنبًا إلى جنب مع الطبيعة عالية السرعة لهجمات الصواريخ الباليستية، لا تترك سوى القليل من الوقت للسكان للرد.
إن الهجوم الصاروخي واسع النطاق الذي شنته أوكرانيا يوم الأحد، والذي استهدف البنية التحتية الحيوية للطاقة، يجسد استراتيجية روسيا المتمثلة في إغراق الدفاعات الجوية الأوكرانية بمزيج من الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية. وقد ترك احتمال المزيد من التصعيد كييف تستعد لما قد يكون أحد أهم الهجمات حتى الآن.
مرحلة جديدة في الصراع
إن استخدام أوكرانيا لصواريخ ATACMS المصنوعة في الولايات المتحدة يشير إلى نقطة تحول في الحرب، مما يتحدى مزاعم روسيا بالحصانة على أرضها. ومع ذلك، فإنه يرفع أيضًا من المخاطر بالنسبة لإدارة بايدن، حيث تنظر موسكو إلى هذه الضربات على أنها استفزازات مباشرة من الغرب.