إغلاق عام للمدارس والجامعات.. ماذا يحدث في إيران؟

حالة من الصمت والسكون تشهدها العديد من المؤسسات الحكومية في إيران وفي مقدمتها المدارس والجامعات على الرغم من عدم وجود وباء أو جائحة تستدعي الإغلاق.
وبحسب تقارير، فقد أغلقت المدارس والجامعات الإيرانية أبواب، تاركة خلفها مقاعد فارغة وحيرة في عيون الطلاب واهاليهم، خاصة أنها ليست المرة الاولى التي تتخذ فيها مثل هذه الاجراءات، فخلال الاشهر الاخيرة، بات مشهد المؤسسات الحكومية والتعليمية والمرافق العامة المغلقة مألوفا في معظم مدن إيران .
إيران تبرر إغلاق الجامعات والمدارس
وفق التقارير الرسمية هناك حال من التضارب حول مبررات الحكومة لهذه الإغلاقات، فالسلطات ترجعها تارة الى ارتفاع مستويات التلوث التي تغطي سماء المدن، وتارة اخرى الى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة في ظل ازمة خانقة تخيم على البلاد.
في حين تتحدث تقارير ووسائل إعلام معارضة عن أسباب أخرى، تتعلق بقمع اي حراك شعبي قد ينطلق من الجامعات والمدارس، التي طالما كانت منطلقا للثورات والتغيير في تاريخ إيران.
بداية الأزمة في إيران
منذ نهاية سبتمبر الماضي، طال شبح الاغلاق أكثر من 22 محافظة ايرانية من اصل 31. لم يقتصر الأمر على إغلاق الأبواب فحسب، بل تحولت الدراسة إلى نظام التعليم عن بعد.
وما زاد من عمق الأزمة ضعف البنية التحتية للانترنت وارتفاع تكلفة الاجهزة الالكترونية، بصورة أصبح معها التعليم عن بعد شبه مستحيل بالنسبة للكثيرين، خاصة في المناطق النائية والفقيرة.
أزمة طاقة متفاقمة في إيران
وفق تقارير، تعاني إيران من أزمة طاقة كهربائية متفاقمة منذ الصيف الماضي، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات تقشفية قاسية، كجدولة توزيع الكهرباء على المنازل وتقنين إنارة الشوارع، ما يحول ليالي المدن إلى ظلام دامس.
هذه الإجراءات لم تؤثر فقط على حياة الناس اليومية، بل ألقت بظلالها أيضا على الاقتصاد، حيث توقفت عجلة الإنتاج في العديد من المؤسسات الصناعية بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
بين الأزمة الداخلية والتمويل الخارجي
يرجع خبراء ومحللون أسباب هذه الأزمة إلى عوامل متعددة، من بينها الفساد المستشري وسوء الإدارة الذي أدى إلى تدهور البنية التحتية لقطاع الطاقة.
وبحسب الخبراء فإن هذا التدهور لم يؤد فقط إلى انقطاع التيار الكهربائي ونقص الغاز، بل تسبب أيضا في انعدام كفاءة الطاقة على نطاق واسع، ما يضاعف من حجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية.
ويشير مراقبون إلى أن النظام الإيراني يفضل الاستمرار في تمويل أنشطته الخارجية ودعم حلفائه في المنطقة على حساب توفير احتياجات المواطنين الأساسية.
هذا التوجه يثير غضب واستياء الكثيرين، الذين يرون أن أموالهم تهدر على مشاريع خارجية بينما يعانون من الفقر والبرد وانقطاع التيار الكهربائي.
اقرأ أيضًا: على طريقة بيجر لبنان.. إحباط مخطط إسرائيلي استهدف تفجير أجهزة نووية بإيران