إغلاق قواعد وسحب جنود.. هل بدأت أمريكا خطوات الخروج العسكري من سوريا؟

تحدَّثت وسائل إعلام عن بدء عملية خروج وانسحاب أمريكا العسكري من سوريا عن طريق إغلاق عدد من القواعد العسكرية بجانب تقليل عدد الجنود.
أفادت تقارير إعلامية أمريكية بانسحاب أكثر من 500 جندي أمريكي من شمال شرق سوريا خلال الأسابيع الماضية، تزامناً مع إغلاق قواعد عسكرية استراتيجية في المنطقة.
وكشفت التقارير أن القوات الأمريكية أخلت موقع دعم المهام المعروف باسم “القرية الخضراء”، كما سلمت موقع “الفرات” لقوات سوريا الديمقراطية، وانسحبت من قاعدة ثالثة لم يُكشف عنها بشكل رسمي.
إغلاق قواعد أمريكية في سوريا
واشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلي أن وزارة الدفاع الأمريكية أمهلت القادة الميدانيين 60 يومًا لتقييم إمكانية إغلاق ثلاث قواعد أخرى من أصل ثماني قواعد في شمال وشرق سوريا.
التوصيات الميدانية دعت إلى الإبقاء على 500 جندي على الأقل، بهدف حماية المكاسب العسكرية التي تحققت ضد تنظيم داعش، وضمان استمرار الشراكة مع “قسد”.
القرار الأمريكي يأتي في ظل توترات إقليمية متصاعدة، خاصة بعد الهجمات التي شهدتها المنطقة عقب السابع من أكتوبر، حيث ازدادت مخاوف واشنطن من الانجرار إلى مواجهات مباشرة مع إيران ووكلائها.
تخفيض تدريجي للوجود العسكري الأمريكي في سوريا
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، كشف في مقابلة مع قناة “NTV” التركية أن بلاده قلّصت عدد قواعدها العسكرية في سوريا من ثماني إلى ثلاث، مع خطط للإبقاء على قاعدة واحدة فقط خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن هذا القرار مرتبط بمدى التعاون السياسي والعسكري بين واشنطن وشركائها المحليين، مشيراً إلى أن تقليص الوجود العسكري الأمريكي قد يستمر ما لم تحدث تحولات كبرى على الأرض.
باراك أكد أن القوات المتبقية تعمل تحت قيادة القيادة المركزية الأمريكية، وأنه لا نية في الوقت الراهن لتوسيع هذا الانتشار إلا إذا اقتضت الظروف الأمنية ذلك.
تقليص عدد الجنود أمريكا في سوريا إلى ما دون 500
البيانات الرسمية تُشير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين في سوريا عاد إلى مستواه الطبيعي الذي كان عليه قبل تصاعد التوترات بعد حرب غزة، إذ كان العدد قد ارتفع مؤقتاً إلى أكثر من ألفي جندي، قبل أن ينخفض تدريجياً إلى نحو 900، مع وجود خطط لخفضه إلى أقل من 500 عنصر خلال الأشهر المقبلة.
التقليص التدريجي يتماشى مع سياسة تخفيف الأعباء العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتقليل التعرض المباشر لمخاطر الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، والتي استهدفت القواعد الأمريكية مراراً باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ.
تأثير خروج أمريكا من سوريا على موازين القوة
توجه واشنطن نحو الانسحاب الجزئي أو الكلي من سوريا يثير مخاوف شركائها المحليين، خصوصاً “قسد”، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي الأمريكي.
كما يفتح هذا الانسحاب المجال أمام لاعبين إقليميين مثل روسيا وإيران وتركيا لتعزيز نفوذهم داخل الأراضي السورية.
المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان التجربة الأمريكية في أفغانستان، حين بدأت إدارة ترمب خطوات انسحاب منظم، قبل أن تتحول في عهد إدارة بايدن إلى انسحاب شامل وسريع، انتهى بسيطرة طالبان على كابول خلال أيام.
علاقة واشنطن ودمشق بعد خروج أمريكا من سوريا
في تطور لافت، أشار المبعوث الأمريكي توم باراك إلى أن الولايات المتحدة قد تُمنح “فرصة” للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة، دون أن يحدد طبيعة هذا التعاون أو موقف واشنطن الرسمي من الحكومة التي يقودها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وقال باراك إن التنسيق مع تركيا أثمر نتائج إيجابية خلال الفترة الأخيرة، واصفاً العلاقة بين الرئيس ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنها كانت حاسمة في تحقيق الاستقرار شمال سوريا.
اقرا أيضا: عرض أمريكي جديد لـ إيران…هل تستسلم دولة المرشد لإغراءات “الشيطان الأكبر”؟