إلغاء الدعم وزيادة الرواتب.. كيف تخطط حكومة سوريا لمعالجة إرث الأسد الاقتصادي؟
بالتوازي مع التحركات السياسية والدبلوماسية، يولي قادة سوريا الجدد اهتماما كبيرا بالأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها البلاد بعد سنوات طويلة من الحرب.
واستنزفت سنوات الحرب الـ 13 موارد سوريا الاقتصادية بشكل كبير نتيجة توجيه كل الموارد للدعم العسكري للحفاظ على بقاء النظام.
فضلا عن خروج معظم الاستثمارات وتوقف الإنتاج وانخفاض قيمة العملة بشكل كبير ما أدي لزيادة كبيرة في معدل التضخم.
هذا الإرث الاقتصادي المتدهور الذي تسلمه قادة سوريا الجدد يفرض عليهم تحركات سريعة لعلاج هذا الخلل ورفع هذه المعاناة حتى يشعر المواطن بالتغيير الذي يبحث عنه.
وسعت الحكومة السورية منذ تشكيلها لمعالجة هذا الخلل، فيعد أقل من أسبوعين على تشكيلها برئاسة محمد البشير وتوليها إدارة مؤسسات الدولة، حتى أصدرت مجموعة قرارات اقتصادية وانعكست إيجابيًا على قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
رفع الرواتب في سوريا
أول تحرك في الملف الاقتصادي من الحكومة السورية الجديدة، كشف عنه وزير المالية، محمد أبازيد؛ حيث أعلن بأنه سيتم رفع رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 400 في المئة اعتباراً من شهر فبراير القادم.
الكاجوال والسترة والطائرة.. رسائل مشفرة من وزيرة خارجية ألمانيا لقادة سوريا الجدد
وبحسب الوزير، فإن زيادة الرواتب ستُمول من خزينة الدولة والمساعدات الإقليمية والاستثمارات، وربما الأصول السورية المجمدة في الخارج بعد فك تجميدها.
إعفاءات ضريبية في سوريا
كما أعلنت وزارة المالية السورية، أمس الأحد، عن إعفاءات ضريبية تستمر حتى مارس القادم، وذلك في خطوة لتشجيع المكلفين على تسديد الرسوم المترتبة عليهم من دون فوائد.
وبحسب وسال إعلام سورية، أعلنت وزارة المالية إعفاء المكلفين برسم الإنفاق الاستهلاكي والمكلفين بالضرائب والرسوم المالية المباشرة الأخرى وإضافاتها العائدة لأي من الأعوام 2024 وما قبل من جميع الفوائد والجزاءات والغرامات على اختلاف أنواعها إذا سددوا الضريبة أو الرسم العائد لأي من الأعوام المذكورة 31 آذار 2025.
الاكتفاء الذاتي من القمح
وفيما يخص الأمن الغذائي، تسعى الحكومة لتحقيق اكتفاء ذاتي من القمح وفق تأكيدات وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية المؤقتة، ماهر خليل الحسن.
ظهر قعيدًا قرب قاعدة عسكرية.. شبيه قائد الحرس الثوري يشعل الجدل في سوريا
وأعلن الحسن في تصريحات صحفية اليوم الإثنين أن سوريا ستصل إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج القمح بحلول موسم 2026، كاشفا أن إنتاج سوريا من القمح لعام 2024 لم يتجاوز 700 ألف طن.
وأشار الوزير إلى أن الاحتياطي الحالي من القمح يكفي لتلبية احتياجات البلاد لمدة خمسة أشهر فقط.
تركيز على رغيف الخبز
وكان الحسن قد لفت في تصريحات سابقة إلى أن الوزارة ستجري جولات مكثفة على المطاحن للاطلاع على نوعية الطحين المنتج وإجراء تحاليل دورية، مؤكداً إلغاء عقد أي مطحنة أو تاجر أو متعاقد لا يلتزم بالمعايير الدقيقة والمواصفات الممتازة للطحين.
إلغاء دعم الخبر في سوريا
وكشف الوزير السوري أن الدعم الحكومي عن الخبز سيتم إلغاؤه بالكامل في غضون شهر إلى شهرين.
وأوضح الحسن أن كلفة إنتاج كيلو جرام الخبز في السوق الحرة تبلغ نحو 40 سنتاً أمريكيًا، بينما يُباع حالياً بسعر مدعوم يبلغ 20 سنتاً.
اقرأ أيضا: بوتين تجاهله والإيرانيون تخلوا عنه.. كواليس الساعات الأخيرة قبل هروب الأسد
وأضاف: سنواصل تحمل فارق كلفة إنتاج الخبز مؤقتاً، حتى يتم تحرير السوق بالكامل.
تركيز على رغيف الخبز
وسبق أعلن الوزير عن جولات مكثفة على المطاحن للاطلاع على نوعية الطحين المنتج وإجراء تحاليل دورية، مؤكداً إلغاء عقد أي مطحنة أو تاجر أو متعاقد لا يلتزم بالمعايير الدقيقة والمواصفات الممتازة للطحين.
وأشار إلى أن نوعية القمح ستكون واحدة في سوريا، وذلك لضمان الحصول على رغيف خبز بمواصفات عالية ووزن نظامي.