إلغاء الرحلات الجوية.. شركات الطيران العالمية تعلق عملياتها إلى إسرائيل

أثارت موجة من إلغاء الرحلات الجوية إلى إسرائيل من قبل شركات الطيران الدولية الكبرى، بما في ذلك شركات الطيران الإيطالية والفرنسية، مخاوف جدية بشأن الوضع الأمني ​​وتأثيره الاقتصادي، بحسب تقرير نشره موقع تايمز أوف إسرائيل.

مع توقف شركات الطيران مثل ITA Airways وشركات الطيران الفرنسية عن خدماتها إلى تل أبيب، فإن الاضطرابات الجوية ليست مجرد إزعاج ولكنها عقبة متزايدة أمام العمليات التجارية، وخاصة لقطاع التكنولوجيا في إسرائيل.

مخاوف أمنية متزايدة وقرارات شركات الطيران

اليوم الأحد، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن شركة الطيران الإيطالية ITA Airways علقت جميع الرحلات الجوية من وإلى تل أبيب حتى عام 2025، في حين أعلنت العديد من شركات الطيران الفرنسية أنها ستوقف عملياتها حتى نوفمبر على الأقل.

يرجع هذا التعليق إلى حد كبير إلى التهديدات الأمنية الإقليمية المستمرة، والتي جعلت سلامة عمليات شركات الطيران غير مؤكدة بشكل متزايد.

مع تصاعد الصراع بين إسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية، مددت شركات طيران أخرى، مثل لوفتهانزا الألمانية، تعليق رحلاتها. توقفت عمليات لوفتهانزا إلى إسرائيل الآن حتى 25 نوفمبر، مستشهدة بمخاوف تتعلق بالسلامة مرتبطة بالمشهد الأمني ​​المتقلب.

اقرأ أيضا.. رمز المقاومة الفلسطينية.. 20 عاما على رحيل ياسر عرفات الشهيد صاحب الإرث الفريد

التأثير الاقتصادي على صناعة التكنولوجيا في إسرائيل

أثرت عمليات الإلغاء بشدة على قطاع التكنولوجيا المزدهر في إسرائيل، والذي يعتمد بشكل كبير على الاتصال الدولي لكل من العمليات التجارية والعلاقات مع المستثمرين. وفقًا لمنفذ الأعمال الإسرائيلي Calcalist، تواجه شركات التكنولوجيا تحديات هائلة في الوصول إلى الأسواق الدولية وتلبية احتياجات المستثمرين.

مع استمرار عمليات شركة العال، شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية، فقط – وإن كان ذلك بأسعار باهظة – يواجه قطاع التكنولوجيا عقبات كبيرة في الحفاظ على العمليات التجارية العادية.

سلط تقرير Calcalist الضوء على المخاوف التي عبر عنها اثنان من كبار المستثمرين الإسرائيليين، الذين حذروا من أن انقطاع الرحلات الجوية لفترات طويلة قد يؤدي إلى انتكاسات طويلة الأجل لصناعة التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل، وهو القطاع الذي يلعب دورًا حاسمًا في اقتصاد البلاد.

قوانين التعويض والمخاوف المالية لشركات الطيران الدولية

أدى عدم اليقين المتزايد المحيط بالسفر الجوي إلى إسرائيل إلى نداء مشترك من 15 شركة طيران دولية كبرى، بحسب تايمز أوف إسرائيل، بما في ذلك دلتا إيرلاينز، وبريتيش إيرويز، وإيزي جيت. وقد أعربت هذه الشركات عن أنه ما لم تعدل الحكومة الإسرائيلية قوانين تعويض الطيران، فقد تستمر في تعليق الرحلات الجوية إلى إسرائيل إلى أجل غير مسمى.

تزعم شركات الطيران أن القوانين الحالية، التي تلزم بالتعويض عن إلغاء الرحلات الجوية، غير قابلة للاستمرار في ضوء المخاطر الأمنية المستمرة وعدم اليقين المالي الذي تواجهه.

إن جوهر النزاع هو قانون خدمات الطيران لعام 2012، والذي يلزم شركات الطيران بتعويض الركاب إذا تم إلغاء الرحلات الجوية قبل أقل من 14 يومًا. وفي حين يعكس القانون لوائح الاتحاد الأوروبي، فإنه يفشل في مراعاة الظروف الاستثنائية مثل الحرب الجارية في إسرائيل. ونتيجة لذلك، تُركت شركات الطيران تواجه خسائر مالية متزايدة من مطالبات التعويض وتسعى إلى تعديلات مؤقتة للقانون من شأنها أن تقلل من التزاماتها خلال فترات الخطر المتزايد.

القطاع التكنولوجي يتكيف: الانتقال والحلول البديلة

مع تقليص شركات الطيران الأجنبية لعملياتها أو وقفها بالكامل، يستكشف المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا في إسرائيل حلولاً بديلة للحفاظ على سير العمليات بسلاسة. وقد دفع نقص الرحلات الجوية المتاحة، إلى جانب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، بعض الشركات إلى نقل موظفيها إلى الخارج واستكشاف خيارات الرحلات الجوية المستأجرة.

شارك لياد أجمون، المدير الإداري في Insight Partners، تجربته في المناقشات مع مؤسسي التكنولوجيا الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن نقل الموظفين إلى الولايات المتحدة أصبح حلًا عمليًا حيث لا يزال السفر الجوي غير متاح.

وعلاوة على ذلك، أعرب المستثمر مايكل أيزنبرغ عن مخاوفه من أن الاضطرابات في الرحلات الجوية تسبب أضرارًا لا يمكن إصلاحها للاقتصاد الإسرائيلي، خاصة وأن المستثمرين والمديرين التنفيذيين الأجانب غير قادرين على السفر للقاء الشركات المحلية. وردًا على ذلك، أخذ منتدى من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الإسرائيليين الأمور بأيديهم، حيث خططوا لتشغيل شركة طيران موسمية بطائرات مستأجرة وطواقم للحفاظ على الطرق الحيوية إلى نيويورك.

استجابة الحكومة

وسط الضغوط المتزايدة، يدعو قادة التكنولوجيا الإسرائيليون إلى تدخل عاجل من الحكومة. وناشد مايكل ايزنبرغ، إلى جانب شخصيات أخرى من الصناعة، وزيرة النقل ميري ريجيف ووزير الاقتصاد نير بركات اتخاذ الإجراءات اللازمة وتسهيل الحلول لأزمة الرحلات الجوية.

انتقد ايزنبرغ افتقار الحكومة إلى الاستجابة، مشيرًا إلى أن الفشل في معالجة القضية من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الخسائر الاقتصادية مع اضطرار المزيد من الشركات إلى نقل عملياتها إلى الخارج.

ردًا على التحديات المستمرة، دفع قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي إلى الأمام بحلول مبتكرة. يُنظر إلى شركة الطيران الموسمية المخطط لها، والتي ستشغل رحلات مباشرة بين تل أبيب ونيويورك، على أنها شريان حياة محتمل للشركات الإسرائيلية التي تعتمد على السفر الدولي. وتشكل المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا من قبل المقر الرئيسي للتكنولوجيا الفائقة في إسرائيل لضمان استمرار القطاع في العمل على الرغم من القيود الشديدة المفروضة على السفر الجوي.

Back to top button