إنجاز تاريخي.. السعودية تطلق أكبر نظام تبريد من نوعه في العالم لراحة الحجاج

مع توافد ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج السنوية، كشفت المملكة العربية السعودية عن أكبر نظام تبريد في العالم في المسجد الحرام، بهدف حماية المصلين من درجات الحرارة المرتفعة في الصيف وتوفير تجربة روحية آمنة وهادئة.

مع بدء مناسك الحج يوم الأربعاء، قامت السلطات السعودية بتشغيل بنية تحتية ضخمة لتكييف الهواء قادرة على توفير 155 ألف طن تبريد – وهو رقم يُرسّخ مكانتها كأكبر نظام تبريد من نوعه في العالم، بحسب صحيفة “ذا ناشيونال”.

تبريد دقيق في ظل ارتفاع درجات الحرارة

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن محطتي الشامية وأجياد، بسعة 120 ألف و35 ألف طن تبريد على التوالي، تعملان بكامل طاقتهما، للحفاظ على درجات حرارة محيطة داخل الحرم المكي بين 22 و24 درجة مئوية، وتُعد هذه المبادرة جزءا من استراتيجية شاملة تهدف إلى حماية الحجاج خلال أحد أشد مواسم الحج حرارة في التاريخ الحديث.

وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة ستتجاوز 40 درجة مئوية في مكة المكرمة هذا الأسبوع، مع وصولها إلى أعلى مستوياتها التاريخية التي وصلت إلى 50 درجة مئوية خلال مواسم الحج السابقة، وهي موجة حر أودت بحياة أكثر من 1300 شخص في عام 2024، معظمهم من الحجاج غير المسجلين الذين يفتقرون إلى مرافق تكييف الهواء.

رؤية متكاملة لرفاهية الحجاج

وبدورها، أكدت الهيئة العامة لرعاية شؤون المسجد الحرام، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية، أن نظام التبريد “جزء من رؤية شاملة تهدف إلى الارتقاء بتجربة الحجاج وتوفير أعلى مستويات الراحة والهدوء أثناء أداء المناسك، لا سيما في ظل الظروف الجوية القاسية المحتملة”.

وتعكس هذه الرؤية استثمار المملكة العربية السعودية المستمر في البنية التحتية للحج، بما في ذلك وسائل النقل المتطورة، والصحة العامة، والآن التحكم في المناخ – وكلها مصممة لضمان أن يتمكن كل حاج، سواء كان كبيرا أو صغيرا، من أداء المناسك بكرامة وأمان.

دموع الفرح: حلم تحقق

في حين أن الجهود التقنية تتصدر المشهد، يبقى العنصر البشري في الحج مؤثرا للغاية. في مطار دبي، غمرت مشاعر عبد الله المطوع، البالغ من العمر 45 عاماً، قبل صعوده إلى طائرته المتجهة إلى مكة المكرمة.

قال لصحيفة “ذا ناشيونال”: “لا أستطيع وصف فرحتي بالسفر أخيرا لأداء فريضة الحج. انهمرت دموعي عندما وصلت إلى المطار وأنا أعلم أن حلمي قد أصبح حقيقة”. تُذكّر هذه القصص الشخصية العالم بأن الحج ليس مجرد حدث لوجستي، بل هو محطة روحية يتوق إليها الكثير من المسلمين طوال حياتهم.

تشديد الإجراءات الأمنية والمراقبة التكنولوجية

ولإدارة الحشود الهائلة وضمان النظام، تم نشر أكثر من 250 ألف مسؤول من أكثر من 40 جهة حكومية بنشاط. كما أصدرت وزارة الداخلية تحذيرات شديدة اللهجة بأن أي شخص يحاول أداء فريضة الحج دون تصاريح رسمية سيواجه غرامات تصل إلى 20 ألف ريال (5300 دولار)، بينما قد يتعرض مُيسّرو الدخول غير القانوني لعقوبات أشد.

في بعض الحالات، وقد يُمنع المخالفون الأجانب من دخول المملكة لمدة 10 سنوات.

وتهدف هذه الحملة إلى منع الاكتظاظ، الذي أدى تاريخيا إلى حوادث مأساوية. ولا يزال نظام الحصص، الذي أُنشئ عام 1987، والذي يتم تنسيقه من خلال منظمة التعاون الإسلامي، قائما لضمان وصول عادل وسهل – حيث يقتصر عدد الحجاج لكل دولة على 0.1% من سكانها.

الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة ينضمان إلى جهود الحج

ويشهد هذا العام نقلة نوعية في مجال التحكم بالحشود باستخدام التكنولوجيا، حيث تستخدم السلطات السعودية أنظمة الذكاء الاصطناعي لمراقبة البيانات والفيديوهات آنيا. كما سيُسيّر أسطول جديد من الطائرات المسيّرة دوريات في سماء مكة المكرمة، لتوفير المراقبة وتحليل البيانات والتقييم الفوري للحشود لدعم اتخاذ القرارات على أرض الواقع.

تأتي هذه التطورات في إطار جهود المملكة الأوسع نطاقًا، ضمن رؤية 2030، لتحديث الخدمات العامة والبنية التحتية مع الحفاظ على قدسية المناسبات الدينية وجوهرها التاريخي.

اقرأ أيضا.. هجمات المسيرات تربك الأجواء.. طيران الإمارات يراقب ويعيد حساباته فوق روسيا

شهادة على الإيمان والابتكار

ومع وصول أكثر من 1.3 مليون حاج حتى يوم الجمعة، تُرسل استعدادات المملكة العربية السعودية رسالة قوية مفادها أن الحج، على الرغم من جذوره العريقة، يُمكن أن يتعايش مع أحدث التقنيات لحماية الأرواح وتعزيز الرضا الروحي.

حج 2025، نظام تبريد مكة المكرمة، تكييف هواء المسجد الحرام، سلامة الحج، تكنولوجيا الحج 2025، محطة تبريد الشامية، محطة تبريد أجياد، غرامات تصاريح الحج، مراقبة الطائرات بدون طيار في الحج، مراقبة الذكاء الاصطناعي في الحج

زر الذهاب إلى الأعلى