إنقاذ 28 شخصًا وفقدان 17 إثر غرق مركب سياحي بالبحر الأحمر في مصر

القاهرة (خاص عن مصر)- في حادث بحري مأساوي، أعلنت السلطات المصرية إنقاذ 28 شخصًا بعد غرق مركب سياحي، سي ستوري، قبالة ساحل البحر الأحمر بالقرب من مرسى علم، وفقا لما نشرته رويترز.

وبحسب سي أن أن، يستمر البحث عن 17 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بما في ذلك السياح وأفراد الطاقم، حيث يسلط الحادث الضوء على التحديات في السلامة البحرية أثناء الظروف الجوية المضطربة.

غرق في مياه مضطربة

كان سي ستوري، وهو يخت بمحرك خشبي مكون من أربعة طوابق، يحمل 45 فردًا، بما في ذلك 31 سائحًا من جنسيات مختلفة و14 فردًا من أفراد الطاقم، في رحلة غوص مدتها خمسة أيام.

وفقا لما نشره موقع ذي إندبندنت انطلقت السفينة من بورتو غالب في مرسى علم يوم الأحد 24 نوفمبر، وكانت تخطط للعودة إلى مارينا الغردقة يوم 29 نوفمبر، غرقت السفينة في وقت مبكر من صباح الاثنين بالقرب من شعاب ساتايا بعد إصدار نداء استغاثة في الساعة 5:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، وفقًا لمحافظة البحر الأحمر.

بدأت عمليات الإنقاذ، التي شاركت فيها فرقاطات وطائرات عسكرية مصرية، على الفور لكنها واجهت تحديات بسبب البحر الهائج.

بحلول المساء، توقف البحث مؤقتًا مع تدهور الظروف، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 34 عقدة وارتفاع الأمواج إلى ارتفاعات تتراوح بين 3 و4 أمتار، وأصدرت هيئة موانئ البحر الأحمر المصرية تحذيرات بشأن النشاط البحري بسبب سوء الأحوال الجوية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

اقرأ أيضا.. 140 امرأة تموت يوميًا.. «المنزل» المكان الأكثر فتكًا بالنساء عام 2023

الجنسيات والاستجابة الدولية

لم تكشف السلطات رسميًا عن جنسيات الأفراد المفقودين، ومع ذلك، أكدت وزارة الخارجية البولندية أن اثنين من الركاب قد يكونان مواطنين بولنديين، بينما أفادت وسائل إعلام بريطانية مثل صنداي تايمز، بمخاوف بشأن احتمال وجود العديد من الرعايا البريطانيين بين المفقودين.

صرح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن الدعم القنصلي يتم تقديمه للمواطنين البريطانيين المتضررين وعائلاتهم.

مركز السياحة البحرية تحت التدقيق

يعتبر البحر الأحمر، المشهور بشعابه المرجانية البكر والحياة البحرية النابضة بالحياة، حجر الزاوية في صناعة السياحة في مصر، ومع ذلك، فإن هذا هو حادث الغرق الثاني في المنطقة هذا العام، مما أثار مخاوف بشأن السلامة البحرية، في يونيو، غرق قارب آخر بسبب البحر الهائج، على الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

أكد المحافظ عمرو حنفي أهمية الالتزام بالتحذيرات الجوية، وخاصة خلال فترات الطقس المضطرب، وأضاف أن العديد من الشركات السياحية قلصت عملياتها في المنطقة، مشيرًا إلى المخاطر الجوية والصراعات الجيوسياسية الأوسع التي تؤثر على سلامة السفر.

تساؤلات حول الاستعداد

في حين أن السبب الدقيق للغرق ما يزال غير واضح، تشير التقارير الأولية إلى أن الطقس السيئ لعب دورًا مهمًا، وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية المصرية تحذيرات يوم السبت بشأن الظروف القاسية في البحر الأحمر، ونصحت بعدم ممارسة الأنشطة البحرية يومي الأحد والاثنين.

على الرغم من هذه التحذيرات، شرعت السفينة في رحلتها، مما أثار تساؤلات حول اتخاذ المشغلين للقرارات وتنفيذ لوائح السلامة، ولم تقدم شركة دايف برو ليفيابورد، الشركة التي تدير اليخت، بيانًا شاملاً بعد.

دعوة لتعزيز السلامة البحرية

يؤكد هذا الحادث على الحاجة إلى بروتوكولات سلامة أكثر صرامة واستجابات أكثر قوة للتحذيرات الجوية في القطاع البحري في مصر.

يقترح الخبراء أن زيادة الاستثمار في تكنولوجيا التنبؤ بالطقس وتدريب أفراد الطاقم على الاستعداد للطوارئ من شأنه أن يساعد في تخفيف المخاطر في المستقبل.

مع استئناف جهود الإنقاذ عند الفجر، يظل التركيز على تحديد مكان الركاب المفقودين وتقديم الدعم لأسرهم، وفي الوقت نفسه، تعمل المأساة كتذكير قاتم بالمخاطر غير المتوقعة في البحر والحاجة الماسة إلى اليقظة في ضمان السلامة البحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى