إيران تتباهى بالتفوق على “القبة الحديدية” .. وإسرائيل تطلب دعمًا أمريكيًا

أثار إعلان الحرس الثوري الإيراني عن نجاحه في “تحويل” الدفاعات الجوية الإسرائيلية إلى مصدر تهديد داخلي، موجة من التساؤلات حول مدى فعالية منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية في مواجهة الهجمات الباليستية الأخيرة.

فهل نحن أمام انهيار منظومة دفاعية تُعدّ من بين الأقوى عالميًا؟ أم مجرّد دعاية حربية تهدف إلى رفع المعنويات الإيرانية؟

إسرائيل عاجزة عن حماية مجالها الجوي رغم طبقات الدفاع المتعددة

في بيان رسمي، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام “أساليب جديدة” خلال الموجة الثانية من الهجمات الصاروخية الباليستية على إسرائيل، تمكن من خلالها من دفع بعض الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية لإسقاط بعضها البعض.

وقال البيان، إن “القيادة والسيطرة متعددة المستويات للدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت، وبدأت الأنظمة بإطلاق النار على نفسها”.

ورغم أن مصداقية هذه الادعاءات لا تزال محل شك، خصوصًا في ظل غياب تأكيدات محايدة، فإن الرسالة السياسية واضحة: إيران تقول إنها اخترقت واحداً من أعقد أنظمة الدفاع الجوي في العالم.

إيران تُصعّد وإسرائيل تطلب دعمًا إضافيًا

الهجمات الصاروخية جاءت في أعقاب ضربات إسرائيلية وُصفت بالواسعة على منشآت إيرانية حساسة في 13 يونيو، طالت مواقع حكومية ومفاعلات نووية ومقرّات تابعة للحرس الثوري.

وردًّا على ذلك، شنّ الحرس الثوري موجة من الضربات الانتقامية، مستخدمًا ترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

ورغم نشر أنظمة دفاع أمريكية متطورة مثل “ثاد” على الأراضي الإسرائيلية، وتمركز مدمرات “إيجيس” في البحر المتوسط، تمكنت عدة صواريخ إيرانية من اختراق الدفاعات والوصول إلى أهدافها.

مما دفع تل أبيب إلى طلب مزيد من الدعم من واشنطن، خاصة تعزيز قدرات الاعتراض بصواريخ SM-3 وSM-6 البحرية.

اختراق غير مسبوق أم خلل تكتيكي؟

رغم الدعم الأميركي الهائل، يرى محللون أن فاعلية الدفاعات الإسرائيلية بدأت تتراجع، إمّا بفعل استنزاف المخزون الصاروخي، أو نتيجة دخول صواريخ إيرانية متطورة بقدرات مراوغة عالية على الخط.

فتكلفة الدفاع بصاروخين أو ثلاثة لاعتراض كل صاروخ مهاجم تجعل المعركة غير متكافئة اقتصادياً.

وتشير بعض التقارير إلى أن إيران تمتلك عشرات أضعاف عدد الصواريخ المتوسطة المدى مقارنة بعدد صواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلي، مما يمنحها الأفضلية في حرب الاستنزاف.

سلاح الجو الإسرائيلي في ورطة

مع تصاعد الضغط على الدفاعات الجوية، يجد سلاح الجو الإسرائيلي نفسه مضطرًا لاتخاذ أحد خيارين: إمّا ضرب مراكز مدنية استراتيجية لإجبار إيران على وقف الهجمات، أو تنفيذ عمليات دقيقة لتدمير مخازن الصواريخ الإيرانية ومواقع الإطلاق.

كلا الخيارين يحمل مخاطر سياسية وعسكرية كبرى، ويعكس مدى الحرج العملياتي الذي تمر به إسرائيل في ظل هذا التصعيد غير المسبوق.

تحديات خطيرة تواجهه إسرائيل

سواء كانت مزاعم الحرس الثوري دقيقة أو مبالغًا فيها، فإن النتائج على الأرض تشير إلى تحدٍ خطير تواجهه إسرائيل في إدارة معركة الدفاع الجوي طويلة الأمد.

وإذا ثبت أن الهجمات الإيرانية نجحت فعلاً في تعطيل الأنظمة الدفاعية أو تضليلها إلكترونياً، فقد نكون أمام تحوّل استراتيجي خطير في موازين الحرب بالمنطقة.

اقرأ أيضاً.. حاملة الطائرات الأمريكية الأضخم تقترب من بحر العرب.. هل يتسع نطاق المواجهة مع إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى