إيران تتحدى الجميع.. موقع تخصيب اليورانيوم الثالث جاهز للتشغيل

في ردٍّ حازم على الإدانة الدولية، كشفت إيران عن بناء موقع تخصيب اليورانيوم الثالث، وهي على أهبة الاستعداد لبدء عملياتها فور تجهيزها بالكامل.
وفقا لتقرير الجارديان، أكد محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، هذا التطور لوسائل الإعلام الرسمية، مؤكدًا استعداد البلاد لزيادة تخصيب اليورانيوم “بشكل كبير” كإجراء مضاد مباشر للتوبيخ الأخير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب تصويت تاريخي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي وجد رسميًا، لأول مرة منذ عقدين، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي. أشار المجلس إلى إخفاقات إيرانية متكررة في الحد من تخصيب اليورانيوم وتمكين المفتشين من الوصول إلى مواقع نووية غير مُعلنة.
باريس: سعي مُتعمد للتصعيد النووي
كان رد الفعل الدولي سريعًا وشديدًا. أدانت فرنسا، على وجه الخصوص، ما وصفته بـ”سعي طهران المُتعمد للتصعيد النووي”.
حثّ متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات والامتثال لالتزاماتها، مُحذّرًا من أن موقع التخصيب الجديد يُشير إلى تصعيد خطير في وضع مُتقلّب أصلًا.
في غضون ذلك، صعّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الضغط على إيران، مطالبين بوقف أنشطة التخصيب والشفافية الكاملة للمفتشين الدوليين.
أثار قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكهنات بإمكانية طرح المزيد من التدابير الدبلوماسية والاقتصادية، أو حتى الخيارات العسكرية، قريبًا إذا اشتدّت المواجهة.
موقع تخصيب اليورانيوم الثالث: موقف الرئيس بزشكيان
في تحول ملحوظ عن خطاب حملته الانتخابية المؤيد للانخراط مع الغرب، اتخذ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لهجة أكثر حزمًا عقب تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قال بزشكيان في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية: “لا أعرف كيف أتعاون مع العالم الخارجي لمنعهم من ارتكاب أعمال شريرة، ولأترك الشعب يعيش باستقلالية في هذا البلد”. وأضاف: “سنواصل طريقنا الخاص؛ سنحصل على التخصيب”.
يعكس هذا الخطاب الجديد تزايد الإحباط داخل قيادة طهران، ويشير إلى استعدادها للتصعيد بدلًا من التسوية. ويشير الخبراء إلى أن كلمات الرئيس قد تكون موجهة إلى كل من الخصوم الأجانب والجمهور المحلي الذي يتوقع ردًا حازمًا.
أقرا أيضا.. كارثة جوية.. تحطم طائرة في الهند على متنها 242 شخصًا متجهة إلى لندن
الحرس الثوري يحذر من رد “مدمر”
مع تصاعد التوترات، أصدر القادة العسكريون الإيرانيون أيضًا تحذيرات جديدة. أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيُقابل برد “أقوى وأكثر تدميراً” مما كان عليه في الاشتباكات السابقة.
جاء هذا التحذير وسط تقارير، من بينها شبكة سي بي إس نيوز، تفيد بأن القوات العسكرية الإسرائيلية “جاهزة تماماً” لضرب إيران، وفي الوقت الذي أمرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد.
يُبرز الجمع بين التمركز العسكري وتوسع البنية التحتية النووية الإيرانية خطر التصعيد المفاجئ في المنطقة. ويحذر المراقبون من أن سوء التقدير أو أي شرارة مفاجئة قد تُغرق الشرق الأوسط في أزمة كبيرة أخرى.
ماذا بعد؟
مع تضاؤل الخيارات الدبلوماسية وتزايد خطر المواجهة، أصبح مستقبل البرنامج النووي الإيراني – واستقرار المنطقة بشكل عام – على المحك. إن انتقاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحدي إيران المتزايد، والتهديدات بالحرب من جميع الأطراف، تُؤجج مواجهة خطيرة.
تواصل الجهات الدولية الفاعلة، وخاصةً في أوروبا والولايات المتحدة، حثّ إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، ومع استعداد طهران لتشغيل منشأة تخصيب أخرى وتحذيرها من مزيد من التصعيد، يترقب العالم بقلق الخطوة التالية.