إيران تتعهد بتقديم دليل استهداف طيارين إسرائيليين.. ضربة حقيقية أم دعاية حربية؟

في تصعيد جديد للحرب الجارية بين إيران وإسرائيل، أعلنت طهران أنها ستكشف خلال ساعات عن أدلة “قاطعة” على عملية نوعية استهدفت طيارين إسرائيليين، تقول إنها أسفرت عن إصابة أو مقتل بعضهم، دون أن تحدد ما إذا كانت العملية تمت في الأجواء الإيرانية أو عبر هجوم بعيد المدى.

هذا التصريح يأتي وسط حملة إعلامية إيرانية تزعم إسقاط طائرات إسرائيلية متقدمة باستخدام منظومات دفاع جوي محلية، ما يثير تساؤلات حول مدى دقة تلك المزاعم وطبيعة الأسلحة المستخدمة، وما إذا كانت إيران بصدد خوض معركة إعلامية موازية للمعركة الجوية.

ما هي الطائرات التي زعمت إيران إسقاطها؟

وفقًا لتقارير غير رسمية نُشرت عبر وسائل إعلام قريبة من الحرس الثوري، فإن الدفاعات الجوية الإيرانية نجحت خلال الأيام الماضية في استهداف طائرات إسرائيلية متقدمة، تشمل المقاتلة الشبحية F-35I Adir الأحدث في سلاح الجو الإسرائيلي.

ورغم أن إسرائيل لم تعلّق رسميًا على هذه المزاعم، فقد لوحظ تراجع محدود في نشاط بعض الطلعات الجوية الإسرائيلية، ما غذّى تكهنات حول وقوع خسائر.

إعلان التفاصيل على التلفزيون الإيراني .. قريباً

وقد أعلنت وكالة “فارس” الإيرانية أن التلفزيون الإيراني سيبث قريبا اعترافات طياري “إف 35” الإسرائيليين الذين تم أسرهم بعد أن أسقطت طائراتهم الحربية بواسطة الدفاعات الجوية الإيرانية.

وأعلن المحافظ الخاص لورامين حسين عباسي “تدمير طائرة معادية حول المدينة في جنوب شرق طهران”، مشيرا إلى أن “الفرق الأمنية والعسكرية تجري تحقيقا في التفاصيل”.

وأفادت مصادر مطلعة بأن طياري مقاتلات إف-35 الإسرائيلية التي أسقطت سيدلون باعترافاتهم في برنامج خاص قريبا.

وسيظهر أحد هؤلاء الطيارين على التلفزيون الوطني لكشف تفاصيل العملية.

ويوم 13 يونيو الحالي، ذكرت وكالة “تسنيم” أن الدفاع الجوي الإيراني تمكن من إسقاط طائرتين حربيتين إسرائيليتين، وتم أسر إحدى الطيارين وهي امرأة.. فيما تم الإعلان عن إسقاط الطائرة الثالثة الإسرائيلية طراز F-35.

إيران طيار إسرائيلي
صورة متداولة لطيار إسرائيلي يقفز بالمظلة بعد إسقاط طائرة F-35 إسرائيلية في طهران

الأسلحة التي استخدمتها إيران

تشير البيانات الإيرانية إلى استخدام منظومات دفاع جوي متقدمة في التصدي للطائرات الإسرائيلية، أبرزها .. منظومة باور 373: الرد الإيراني على S-300 الروسية، وتقول طهران إنها مزودة برادارات قادرة على كشف الطائرات الشبح.

منظومة “خرداد 15”: قادرة على تتبع 6 أهداف وإطلاق 6 صواريخ دفعة واحدة، ويُقال إنها أسقطت طائرة استطلاع أمريكية من طراز RQ-4 في 2019.

وقد زعمت إيران أنها تمكنت من اعتراض الطائرات المعتدية خلال محاولة تنفيذ غارات في العمق الإيراني أو أثناء انسحابها.

هل ما حدث ضربة حقيقية أم دعاية حربية؟

رغم اللهجة الواثقة في الخطاب الإيراني، فإن هناك عدة مؤشرات تفتح الباب أمام فرضية أن ما يجري هو حرب نفسية ودعائية أكثر من كونه إنجازًا عسكريًا مؤكدًا.

وفي ظل غياب الأدلة البصرية حتى الآن حيث لم تنشر إيران حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي صور واضحة لحطام الطائرات أو وثائق تثبت العملية.

ولكن ما ينسف الإدعاء هو السوابق الدعائية الإيرانية فطالما استخدمت طهران الإعلام كأداة استراتيجية في إدارة معاركها، وغالبًا ما تبالغ في توصيف نتائج الاشتباكات.

كما أن إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ تلك المزاعم، ما قد يكون تكتيكًا متعمدًا لتفادي إعطاء انتصار إعلامي للخصم، أو دليلاً على عدم صحة الرواية برمّتها.

ومع ذلك، فإن تصريح إيران بعزمها نشر دليل “مصور” خلال ساعات، قد يغيّر المشهد إن تبيّن أنه موثوق.

تطور خطير إذا ما ثبُت

الادعاء الإيراني بإسقاط طائرات إسرائيلية وقتل أو إصابة طيارين هو تطور خطير إن ثبتت صحته، لكنه حتى اللحظة لا يخرج عن إطار المعركة الإعلامية.

وفي حال قدّمت طهران دليلاً ملموسًا، فسيكون ذلك أول إثبات على قدرة دفاعاتها الجوية على مواجهة الجيل الخامس من الطائرات الحربية، ما سيمثل تحولًا في قواعد الاشتباك في المنطقة.

حتى ذلك الحين، تبقى الأنظار مشدودة إلى الإعلان الإيراني المنتظر، وسط تساؤلات حول مصداقيته، ومدى تأثيره على توازن الردع بين الجانبين.

اقرأ أيضاً.. الورقة الرابحة لطهران.. إيران تخبئ أقوى صواريخها عن المعركة حتى الآن| ماذا تعرف عن فاكور 90

زر الذهاب إلى الأعلى