إيران تتهم إسرائيل بتعطيل الرحلات الجوية للبنان

القاهرة (خاص عن مصر)- اتهمت إيران إسرائيل بتعطيل الرحلات الجوية للبنان بين طهران وبيروت، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين.
تأتي الاتهامات بعد أن منع لبنان طائرتين إيرانيتين من الهبوط في بيروت، مما أثار الاحتجاجات والتداعيات الدبلوماسية، ووفقا لوكالة رويترز، يزعم المسؤولون الإيرانيون أن التهديدات الإسرائيلية عطلت عمليات الطيران العادية إلى العاصمة اللبنانية.
لطالما زعمت إسرائيل أن حزب الله، استخدم مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كممر لتهريب الأسلحة، وكانت المنطقة محفوفة بالصراع، حيث ضربت إسرائيل أهدافا مرتبطة بحزب الله بالقرب من المطار خلال حرب العام الماضي.
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن “التهديد الذي وجهه النظام الصهيوني لطائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين أدى إلى تعطيل الرحلات الجوية العادية إلى مطار بيروت”.
في حين لا تزال تفاصيل التهديد المزعوم غير واضحة، حذر المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي من أن إسرائيل ستتخذ تدابير لمنع نقل الأموال أو الأسلحة إلى حزب الله.
النفي والدعوات إلى التحرك الدولي
رفض كل من حزب الله والمسؤولين اللبنانيين مزاعم إسرائيل بأن مطار بيروت يستخدم لتسليح الجماعة المسلحة، وأدان بقائي تصرفات إسرائيل المزعومة، ووصفها بأنها “انتهاكات صارخة ومتواصلة لمبادئ وقواعد القانون الدولي والسيادة الوطنية للبنان”.
كما حث منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) والمنظمات العالمية الأخرى على التدخل والحد من “السلوك الخطير” لإسرائيل ضد الطيران المدني.
أعلنت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان يوم الخميس أنها “أعادت جدولة مؤقتة” بعض الرحلات الجوية، بما في ذلك تلك القادمة من إيران، كجزء من تدابير أمنية إضافية.
يتماشى هذا التوقف المؤقت مع الموعد النهائي في 18 فبراير للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت قيود الرحلات الجوية مرتبطة بجهود دبلوماسية أوسع نطاقا.
اقرأ أيضا.. ترامب يؤجل حظر تيك توك.. التطبيق يعود لمتجري آبل وجوجل بعد حظر مؤقت
إيران ترد بمنع الرحلات الجوية اللبنانية
ردًا على منع لبنان رحلة مدنية إيرانية بسبب تهديدات إسرائيلية مزعومة، ردت إيران برفض السماح للطائرات اللبنانية بالهبوط على أراضيها، وقد تركت هذه الخطوة عشرات المواطنين اللبنانيين عالقين في إيران لمدة ثلاثة أيام بعد الحج الديني.
كان من المقرر في البداية أن يعود هؤلاء الأفراد إلى بيروت على متن طائرة ماهان إير الإيرانية قبل أن ترفض السلطات اللبنانية منح الطائرة الإذن بالهبوط.
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية إدانتها للوضع، مدعية أن تصرفات إسرائيل عرضت الرحلات الجوية المدنية للخطر، وفي الوقت نفسه، ضاعف المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الاتهامات بأن فيلق القدس الإيراني وحزب الله استخدما الرحلات الجوية المدنية لتهريب الأموال والأسلحة إلى بيروت.
قال أدرعي: “لن تسمح إسرائيل لحزب الله بتسليح نفسه وستستخدم كل الوسائل المتاحة لها”.
المفاوضات الدبلوماسية جارية
وسط المواجهة، حاولت شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية اللبنانية إرسال طائرتين لإعادة المواطنين اللبنانيين العالقين إلى ديارهم، لكن إيران رفضت السماح لهذه الطائرات بالهبوط حتى يتم السماح لرحلاتها الخاصة بالوصول إلى بيروت.
قال السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني للتلفزيون الإيراني الرسمي إن طهران لن تسمح للرحلات الجوية اللبنانية بالهبوط إلا إذا سُمح للرحلات الجوية الإيرانية أيضًا باستئناف طريقها إلى بيروت.
صرح وزير الخارجية اللبناني جو راجي في مقابلة مع قناة الجديد أن وزارته تعمل بشكل وثيق مع نظيراتها الإيرانية لحل المأزق، وحث النائب عن حزب الله إبراهيم الموسوي الحكومة اللبنانية على اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سيادة البلاد، وخاصة على مرافق مطارها.
أنصار حزب الله يحتجون على قيود الرحلات الجوية
أثارت الأزمة اضطرابات واسعة النطاق في بيروت، حيث قام العشرات من أنصار حزب الله بإغلاق الطرق حول المطار في وقت متأخر من ليلة الخميس احتجاجًا على قرار لبنان بمنع الرحلة الإيرانية، وأثار الموقف مخاوف جديدة بشأن الصراعات الجيوسياسية الأوسع في لبنان، حيث تشكل القوى الإقليمية بشكل متزايد شؤونه الداخلية.
هذه ليست المرة الأولى التي يتعطل فيها السفر الجوي بين إيران ولبنان، وفي سبتمبر، منعت وزارة النقل اللبنانية طائرة إيرانية من دخول مجالها الجوي بعد تحذير إسرائيلي من أن مراقبة الحركة الجوية في مطار بيروت قد تواجه عملاً عسكرياً إذا هبطت الطائرة.