إيران تتوقع خرق إسرائيل للهدنة.. هل تشتعل الحرب من جديد؟

في تصعيد جديد يعكس هشاشة وقف إطلاق النار المعلن بين إيران وإسرائيل، أبدت طهران شكوكًا عميقة في التزام تل أبيب بالهدنة، مؤكدة استعدادها الكامل للرد على أي خرق محتمل.
وجاءت التحذيرات الإيرانية على لسان رئيس أركان الجيش الجديد عبد الرحيم موسوي، في وقت تواصل فيه إيران تنسيقها الإقليمي مع السعودية تحسبًا لعودة المواجهات.
أعرب رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موسوي عن “شكوك بلاده الكاملة” في التزام إسرائيل بالاتفاق، مؤكدًا أن القوات الإيرانية ستظل على أهبة الاستعداد “للرد بكل قوة” في حال تكررت الهجمات.
وخلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية، قال موسوي: “لم نبدأ الحرب، لكننا استجبنا لاعتدائنا بكل قوتنا”، مضيفًا: “نشك تمامًا في التزام العدو بأي من تعهداته، بما في ذلك وقف إطلاق النار. ولذلك سنبقى في وضع التأهب الكامل للرد على أي اعتداءات مستقبلية”.
وتأتي تصريحات موسوي بعد نحو أسبوع من إعلان وقف إطلاق النار، الذي جاء بعد أسابيع من التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب، في أعقاب هجوم إسرائيلي استهدف مواقع إيرانية وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين، من بينهم رئيس أركان الجيش السابق.
تنسيق ومخاوف مشتركة بين الرياض وطهران
في السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) بأن وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الإيراني، تناولت “العلاقات الثنائية في مجال الدفاع، والتطورات الإقليمية، والجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار”.
ويعكس هذا الاتصال استمرار التقارب الحذر بين الرياض وطهران، لا سيما بعد الاتفاق الذي تم برعاية صينية العام الماضي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتكثيف التنسيق في الملفات الإقليمية الحساسة.
اتصال رفيع بين ولي العهد والرئيس الإيراني
وفي مؤشر إضافي على الانفتاح بين الجانبين، تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.
ورحب الأمير محمد بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، معربًا عن أمل بلاده في أن يسهم ذلك في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة وتجنب مخاطر التصعيد. وأكد ولي العهد دعم المملكة للحلول الدبلوماسية باعتبارها الوسيلة الأمثل لتسوية النزاعات.
من جهته، شكر الرئيس الإيراني ولي العهد السعودي على “المواقف الصريحة والواضحة التي تبنتها المملكة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران”، وفقًا لوكالة “مهر” الإيرانية.
الترقب سيد الموقف بين إيران وإسرائيل
يأتي هذا التصعيد الكلامي الإيراني في وقت تتواصل فيه المباحثات الإقليمية والدولية لضمان استدامة وقف إطلاق النار وتجنب اندلاع جولة جديدة من العنف في منطقة الشرق الأوسط، التي باتت على شفا صراع إقليمي واسع خلال الأسابيع الماضية.
ويتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة برعاية دولية، تهدف إلى ضبط إيقاع المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب، خصوصًا في ظل القلق السعودي والخليجي من أي انفجار مفاجئ قد يُربك معادلات الأمن الإقليمي.
اقرا أيضا“اعقدوا الصفقة الآن”.. هل تنجح ضغوط ترامب في إنهاء حرب إسرائيل وحماس في غزة؟