إيران تجند القاصرين لشن هجمات على أهداف إسرائيلية في أوروبا

القاهرة (خاص عن مصر)- في تصعيد مثير للقلق لعملياتها السرية، تعمل الجهات التابعة لإيران بشكل متزايد على تجنيد القاصرين لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية ويهودية في جميع أنحاء أوروبا.

وفقا لتقرير بلومبرج، ربط المحققون بين حوادث في السويد والنرويج وبلجيكا بهذا الاتجاه المزعج، مما يسلط الضوء على كيف بدأت حرب طهران بالوكالة مع إسرائيل في الشرق الأوسط تمتد إلى الأراضي الأوروبية.

في ستوكهولم، تم القبض على صبي يبلغ من العمر 15 عامًا وهو في طريقه إلى السفارة الإسرائيلية بمسدس محمل، بينما في جوتنبرج، تم القبض على صبي يبلغ من العمر 13 عامًا بعد إطلاق النار على مقر شركة الدفاع الإسرائيلية إلبيت سيستمز – Elbit Systems.

تشكل هذه الحوادث جزءًا من نمط أوسع حيث يتم تجنيد الأطفال، الذين غالبًا ما يتم تجنيدهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل تليجرام وتيك توك، للقيام بأعمال عنيفة مقابل 120 يورو (156 دولارًا) فقط لهجوم بقنبلة حارقة.

نقاط الضعف في أوروبا: الحدود المفتوحة والجريمة المنظمة

إن الدول الاسكندنافية، المعروفة بمجتمعاتها المفتوحة ومستويات الثقة العالية فيها، معرضة بشكل خاص لهذه العمليات. على سبيل المثال، شهدت السويد زيادة في الجريمة المنظمة داخل مجتمعات المهاجرين، حيث تخلق التحديات الاجتماعية والاقتصادية أرضًا خصبة للتجنيد.

أكثر من 20٪ من سكان السويد مولودون في الخارج، ومع ذلك فإن العديد من المهاجرين يبلغون عن شعورهم بالعزلة والانفصال عن المجتمع. ويؤدي الفقر وتضاؤل ​​خدمات الرعاية الاجتماعية إلى تفاقم المشكلة، مما يجعل من السهل على الجهات الإجرامية والمعادية، مثل إيران، استغلال هذه المجتمعات.

ويلاحظ بيتر نيسر، باحث في مجال الإرهاب في معهد أبحاث الدفاع النرويجي، أن العملاء غالبًا ما يقدمون التوجيه للمجندين أثناء الهجمات عبر تطبيقات المراسلة المشفرة.

وفي حين أن بعض الجناة مدفوعون أيديولوجيًا بالغضب إزاء تصرفات إسرائيل في غزة، فإن آخرين يتم إغراؤهم بالحوافز المالية أو التلاعب بهم للقيام بأفعال بالكاد يفهمونها.

اقرأ أيضا.. الكوريون الشماليون يندفعون للجحيم في أوكرانيا.. التكلفة الدموية للولاء لروسيا

تنبيهات أمنية في جميع أنحاء المنطقة

السلطات في الدول الاسكندنافية وخارجها في حالة تأهب قصوى. في الخريف الماضي، رفعت النرويج مستوى التهديد الإرهابي إلى مرتفع وسلحت شرطتها، في حين شهدت السويد حوادث متعددة استهدفت منشآت إسرائيلية.

في إحدى الحالات، حاول شاب يبلغ من العمر 16 عامًا تفجير إلبيت سيستمز باستخدام متفجرات محلية الصنع.

وعلى الرغم من فشل التحقيقات في تتبع سلسلة القيادة، فإن الأدلة تشير بقوة إلى أن هذه الهجمات من تدبير وكلاء إيرانيين.

وفي الوقت نفسه، في بلجيكا، تورط أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عامًا في محاولة هجوم على السفارة الإسرائيلية في بروكسل.

كما أصدرت هيئة الاستخبارات البريطانية MI5 تحذيرات من ارتفاع الهجمات المرتبطة بإيران، مؤكدة أن التهديد يمتد إلى ما هو أبعد من الدول الاسكندنافية.

التداعيات السياسية: صعود اليمين المتطرف

عزز القلق المتزايد بشأن السلامة والهجرة الدعم للأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة في دول مثل السويد والنرويج.

في السويد، طالب الديمقراطيون السويديون من أقصى اليمين بقوانين أكثر صرامة، بما في ذلك سجون الشباب للمجرمين الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا.

وعلى نحو مماثل، يدعو حزب التقدم اليميني المتطرف في النرويج، والذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل انتخابات العام المقبل، إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة ضد المجرمين الأحداث.

لقد أعطت حكومة رئيس الوزراء يوناس جار ستور الاشتراكية الديمقراطية الأولوية لمعالجة جرائم الشباب، ولكن مع تزايد القلق العام، يخشى المسؤولون أن تؤدي المزيد من الهجمات إلى تعميق الانقسامات المجتمعية والتأثير على النتائج السياسية.

حسابات إيران وتحدي أوروبا

على الرغم من النكسات التي عانت منها شبكتها الإقليمية – بما في ذلك الحلفاء الضعفاء مثل حماس وحزب الله – لا تزال إيران تشكل تهديدًا كبيرًا في أوروبا.

في حين يتكهن بعض الخبراء، مثل نيسر، بأن النظام الإيراني قد يتجه إلى الداخل لإعادة البناء بعد الضربات الأخيرة، يحذر آخرون من إمكانية طهران في زيادة زعزعة استقرار أوروبا من خلال الحرب غير المتكافئة.

ويثير استخدام القاصرين في مثل هذه العمليات مخاوف أخلاقية وأمنية عميقة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى جهود أوروبية منسقة لمعالجة التحدي المزدوج المتمثل في التدخل الأجنبي والتكامل المحلي.

زر الذهاب إلى الأعلى