إيران تحدد شروطها للعودة إلى المفاوضات النووية.. هل ترضخ واشنطن لضغوط طهران؟

أعلنت طهران اليوم أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة قبل الحصول على “ضمانات صريحة” بعدم تنفيذ أي ضربات جديدة على أراضيها.

الشرط الإيراني الجديد، الذي طرحه نائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي، جاء عقب هجمات أمريكية وإسرائيلية استهدفت منشآت نووية داخل البلاد، وأعاد طرح تساؤلات جوهرية: هل لا تزال واشنطن تؤمن بالدبلوماسية؟ أم أن الرسائل العسكرية باتت اللغة الوحيدة القابلة للتفاهم؟

لا عودة لـ المفاوضات النووية دون ضمانات أمنية

أعلنت طهران على لسان نائب وزير خارجيتها، مجيد تخت روانجي، أنها لن تستأنف الحوار مع الولايات المتحدة ما لم تحصل على ضمانات صريحة بعدم تنفيذ ضربات جديدة ضد أراضيها.

وأوضح روانجي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أن إيران لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق حول موعد استئناف المحادثات، مؤكداً أن بلاده تنتظر إجابة واضحة من واشنطن على سؤال وصفه بـ”الجوهر”: “إذا دخلنا المفاوضات، هل ستتكرر الأعمال العدوانية ضدنا؟”.

ضربات إسرائيلية وأمريكية تشعل التصعيد

في 13 يونيو، شنت إسرائيل سلسلة ضربات على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، تلاها اغتيال عدد من العلماء. وردّت طهران بإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية.

وفي 21 يونيو، قصفت القوات الأمريكية مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، ما أدى إلى مقتل 935 شخصاً، حسب بيانات الطب الشرعي الإيراني. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن أن منشآت إيران النووية “دُمّرت بالكامل”.

إيران تُصرّ على حقها في التخصيب

رفضت طهران الاتهامات الغربية بالسعي لتطوير سلاح نووي، وأكدت أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يتم لأغراض سلمية. وقال روانجي إن بلاده حُرمت من المواد النووية اللازمة، مما اضطرها للاعتماد على نفسها.

وأضاف: “يمكن مناقشة مستوى التخصيب، لكن أن يُطلب منا صفر تخصيب وإلا نُقصف، فهذا قانون الغاب”.

وأوضح تخت روانجي أن طهران تلقت رسائل عبر وسطاء تفيد بأن واشنطن لا تسعى لتغيير النظام أو استهداف المرشد علي خامنئي. لكن هذه التطمينات لم تبدد الشكوك الإيرانية، خاصة في ظل دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإيرانيين بالانتفاض ضد النظام.

وزير خارجية إيران يكشف موعد المفاوضات النووية

عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، شكك في استئناف سريع للمحادثات، قائلاً: إن أبواب الدبلوماسية لن تُغلق، لكن العودة إلى الحوار تتطلب ضمانات بعدم استهداف إيران عسكريًا أثناء المفاوضات.

وأوضح في مقابلة مع شبكة CBS أن بلاده بحاجة إلى المزيد من الوقت لاتخاذ قرار العودة.

وهاجم روانجي بعض القادة الأوروبيين الذين انتقدوا طهران، واصفًا مواقفهم بأنها “تأييد سخيف” للضربات الأمريكية والإسرائيلية. وقال: “إذا لم يكن لديهم الشجاعة لانتقاد أمريكا، فعليهم أن يلتزموا الصمت، لا أن يبرروا العدوان”.

هل يصمد وقف إطلاق النار؟

أكد تخت روانجي أن إيران ستلتزم بوقف إطلاق النار ما دامت لا تتعرض لهجوم، مشيرًا إلى أن حلفاءها العرب يبذلون جهودًا كبيرة لتهيئة الأجواء للحوار.

وختم بقوله: “نحن لا نريد حرباً، نريد الانخراط في الدبلوماسية، لكن علينا أن نكون يقظين حتى لا نفاجأ مجددًا”.

اقرأ أيضًا: اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع يتصدر التريند.. والحكومة توضح الحقيقة

زر الذهاب إلى الأعلى