بعد هجوم إيران الباليستي..خطوات إسرائيل التالية قد تشكل الحرب
إلقاء نظرة علي تبادل الضربات في أبريل الماضي يشير إلى احتمال واحد قد يتكشف الأيام المقبلة
في الأول من أكتوبر 2024، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، وهو التطور الذي أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين إلى مستويات جديدة.
يحلل تقرير نيويورك تايمز، الأحداث الأخيرة ويقارنها بالمواجهات السابقة ويدرس السيناريوهات المحتملة التي قد تنشأ عن هذا الصراع سريع التطور. جاء الهجوم في أعقاب اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، مما يمثل تحولًا كبيرًا في الأعمال العدائية المستمرة في المنطقة. يمكن أن تحدد نتائج التحركات الإسرائيلية التالية ما إذا كانت هذه الأزمة ستتعمق إلى حرب واسعة النطاق أو تظل تصعيدًا متحكمًا فيه.
نظرة إلى الوراء: ضربات أبريل
يقدم تبادل الصواريخ في أبريل 2024 بين إيران وإسرائيل رؤى حاسمة حول الوضع الحالي. في ذلك الوقت، أطلقت إيران وابلًا متطورًا من الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، وشمل 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخًا كروز و110 صواريخ أرض-أرض. ولكن في أبريل، حث الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “انتزاع الفوز”، وكان الرد حذرا بشكل ملحوظ.
أقرا أيضا.. إيران تنهي هجومها ضد إسرائيل..نداء وتحذير لحلفاء الكيان
اختارت إسرائيل عدم تصعيد الموقف أكثر من خلال استهداف الأصول النووية الثمينة لإيران. ومع ذلك، كانت الرسالة واضحة: إذا حدثت جولة أخرى من الهجمات، فقد لا تتراجع إسرائيل عن ضرب أهداف أكثر أهمية، بما في ذلك المنشآت النووية.
الهجوم الحالي: تصعيد أكثر خطورة؟
على عكس تبادل إطلاق النار في أبريل، يبدو أن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير أكثر عدوانية. ووفقا لمسؤولين أميركيين، ربما تكون إيران قد غيرت استراتيجيتها، فاختارت الصواريخ الباليستية بدلا من الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة.
سلط جرانت روملي، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الضوء على الفارق بين الهجومين: “إن الصواريخ الباليستية تسافر بسرعة أكبر بكثير ويمكنها التغلب على نظام الدفاع الجوي بسهولة أكبر”، مما يجعل هذا الهجوم أكثر ضرراً من جهود أبريل.
جاء هجوم يوم الثلاثاء بعد ساعات قليلة فقط من التحذير، الأمر الذي ترك لإسرائيل وحلفائها وقتاً أقل كثيراً لإعداد الدفاعات. ويشير هذا الجدول الزمني المتسارع إلى أن هجوم إيران ليس رمزياً فحسب، بل إنه تصعيد متعمد رداً على التطورات الأخيرة، بما في ذلك اغتيال نصر الله. وكما ذكر روملي، فإن هذا التحول في التكتيكات يشير إلى أن إيران تهدف إلى تجنب الإخفاقات التشغيلية في أبريل، حيث تم اعتراض معظم ترسانتها.
السؤال النووي: ماذا سيحدث بعد ذلك؟
إن أحد الأسئلة الرئيسية الآن هو ما إذا كانت إسرائيل ستضرب المنشآت النووية الإيرانية رداً على هذا التصعيد. وفي حين كان رد إسرائيل في أبريل مدروساً، حيث ركز على القواعد العسكرية بدلاً من مواقع التخصيب، فإن الوضع الحالي قد يدفع إسرائيل نحو موقف أكثر عدوانية. إن احتمال استهداف إسرائيل لمنشأة نطنز النووية، حيث قامت إيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من مستوى القنبلة، هو سيناريو يدرسه المسؤولون الأميركيون.
وبينما أحرزت إيران تقدماً كبيراً في برنامجها النووي، تشير المعلومات الاستخباراتية الأميركية إلى أن إيران لا تزال بعيدة بعض الشيء عن إنتاج سلاح نووي فعال. ومع ذلك، فإن القدرة على إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع القنابل في غضون أسابيع أثارت المخاوف من أن إسرائيل قد تتخذ إجراءات استباقية لمنع إيران من عبور العتبة النووية.
يعد دور الولايات المتحدة – بحسب خاص عن مصر – أمر بالغ الأهمية. ففي تبادل إطلاق النار في أبريل، شاركت القوات الأميركية بشكل كبير في اعتراض الصواريخ الإيرانية، ومن المرجح أن تلعب الولايات المتحدة مرة أخرى دوراً دفاعياً رئيسياً. ومع ذلك، فإن توجيه إسرائيل ضربة مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة على موقف أكثر تعقيداً، حيث توازن بين دعم إسرائيل والجهود الرامية إلى تجنب حرب إقليمية شاملة.