إيرو بارك.. السعودية تطلق أول مدينة صناعية متخصصة في صناعة وصيانة الطائرات بجدة

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية عن إطلاق أول مدينة صناعية متخصصة في تصنيع وصيانة الطائرات تحت اسم “إيرو بارك” في جدة، وذلك خلال فعاليات ملتقى صناعة الطيران الذي يعقد في المدينة.
وتمتد المدينة الجديدة على مساحة 1.2 مليون متر مربع، وتعد خطوة استراتيجية ضمن جهود المملكة لتعزيز قطاع الطيران.
اقرأ أيضًا: كيفية الحصول على القرض العقاري المدعوم في السعودية 1446
استراتيجية تنموية لتعزيز قطاع الطيران
وأكد المهندس خليل بن سلمه، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، أن المدينة الصناعية الجديدة “إيرو بارك” تأتي استكمالاً للجهود السابقة في تطوير التنمية المناطقية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
وأوضح أن اختيار موقع مدينة “إيرو بارك” تم بناءً على معايير محددة لضمان تنمية قطاع الطيران في أفضل المناطق المؤهلة لذلك.
وأضاف بن سلمه أن تواجد المجموعة السعودية لصيانة وعمرة الطائرات في المدينة الصناعية يسهم في خلق الطلب على المنتجات والخدمات المرتبطة بالقطاع، فضلاً عن تعزيز سلسلة الإمداد عبر الاستفادة من القدرات الصناعية المحلية، خاصة مع توافر المواد الخام في السعودية مثل التيتانيوم والمواد البلاستيكية والإلكترونية.
دعم توطين صناعة الطيران
من جانبه، أوضح عبد العزيز الدعيلج، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، أن الملتقى الصناعي يركز على توطين صناعة الطيران في السعودية.
وأشار إلى مشاركة عدد كبير من الشركات العالمية المصنعة للطائرات والمحركات، بالإضافة إلى مقدمي خدمات الصيانة والخدمات الأرضية والشحن الجوي.
وأشار الدعيلج إلى أن الاستراتيجية الوطنية للطيران تستهدف مضاعفة أعداد المسافرين، وزيادة حجم الشحن الجوي من مليون طن إلى 4.5 مليون طن، إضافة إلى توسيع شبكة الوجهات المباشرة.
كما أكد أن السعودية تعمل على رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات استعدادًا لاستحقاقات دولية كبرى، مثل “إكسبو 2030” وكأس العالم 2034، وذلك من خلال ترخيص ناقلات وطنية وأجنبية جديدة، وزيادة حجم الأساطيل الجوية وتحرير السوق أمام مزيد من المستثمرين.

مشروعات تطوير البنية التحتية للمطارات
وأفاد الدعيلج بأن مشاريع تطوير المطارات مستمرة، حيث تم اعتماد المخطط العام لمطار الملك سلمان، ويجري حاليًا الانتهاء من التصاميم التفصيلية لمطار الملك عبد العزيز في جدة.
كما سيتم طرح مطاري أبها والطائف للتخصيص، يليهما مطارا القصيم وحائل.
نقاشات حول مستقبل صناعة الطيران
وشهد الملتقى مناقشات موسعة حول تطوير البنية التحتية لصناعة الطيران في السعودية، ودعم البحث والتطوير لتوفير بيئة أعمال جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين.
وفي هذا السياق، تم منح التراخيص الصناعية الأولى لشركات صيانة وإصلاح الطائرات، حيث حصلت شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة على الترخيص الأول، بينما حصلت شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران على الترخيص الثاني.
توقيع اتفاقيات لتعزيز توطين الصناعة
وفي إطار جهود توطين صناعة الطيران، وقع المركز الوطني للتنمية الصناعية عدة مذكرات تفاهم على هامش الملتقى، أبرزها:
- مذكرة تفاهم مع “تجمع مطارات الثاني” لتوفير مساحات داخل المطارات لإنشاء مراكز متخصصة لصيانة الطائرات.
- مذكرة ثلاثية بين المركز وشركتي “درع الحياة” و”Autogyro” لتوطين صناعة طائرات التاكسي والهليكوبتر.
- مذكرة تفاهم مع “AIC STEEL” و”AMIC TOHO” لتعزيز صناعة أنابيب عمليات صهر معدن التيتانيوم الإسفنجي.
- مذكرة تفاهم مع شركتي “Jabben” و”Jetbase” لدعم تطوير توطين صيانة الطائرات في مطار الجبيل.
- مذكرة تفاهم مع “حلول المطارات الدولية” لدعم المستثمرين في مشروع إعادة تدوير الطائرات.
- مذكرة تفاهم مع “Kingdom Aero Industries” و”Doroni” لتوطين صناعة الطائرات الرياضية ذات الإقلاع والهبوط العمودي.
- مذكرة تفاهم مع “Leonardo” لتوطين صناعة طائرات الهليكوبتر وتطوير قطاع الطيران العامودي..
اقرأ أيضًا: أفنيوز الرياض.. مشروع عملاق من “المباني الكويتية” في السعودية
منصة لتبادل المعرفة وتعزيز الشراكات
وانطلقت النسخة الأولى من الملتقى السعودي لصناعة الطيران في جدة، حيث تستمر فعالياته ليومين، بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين في قطاع الطيران.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز التعاون بين الشركات والمصنعين، وتقديم فرص استثمارية جديدة تسهم في ترسيخ مكانة السعودية كمركز رئيسي في سلسلة القيمة العالمية لصناعة الطيران.
ويأتي الملتقى بتنظيم المركز الوطني للتنمية الصناعية، وبرعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للسعودية نحو تعزيز قطاع الطيران كأحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الوطني ودعم الابتكار التكنولوجي في هذا المجال.