“إيڤا فارما” تضخ 500 مليون ريال سعودي لبناء مجمع مصانع أدوية في السعودية| خاص

أعلن الدكتور أمجد طلعت، المدير الإقليمي لشركة “إيڤا فارما” في السعودية ومدير التحالفات الاستراتيجية، عن بدء تنفيذ مجمع صناعي متكامل للأدوية في المملكة العربية السعودية على مساحة 50 ألف متر مربع، وذلك بالتعاون مع وزارة الاستثمار السعودية، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن”، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وكشف “طلعت”، في تصريحات لـ”خاص مصر”، عن تفاصيل المشروع واستراتيجية الشركة، قائلاً: “بدأت إيڤا فارما بالفعل في بناء مجمع مصانع للأدوية على مساحة 50 ألف متر مربع، إلى جانب شراء أحدث المعدات اللازمة للإنتاج”.
خطة زمنية طموحة ومراحل تنفيذ دقيقة
أوضح الدكتور أمجد طلعت أن الشركة تركز خلال العامين المقبلين على عدة محاور رئيسية، تشمل: استكمال أعمال البناء وتركيب التجهيزات التقنية، والحصول على التراخيص التشغيلية والتنظيمية اللازمة، بالإضافة إلى تدريب وتوظيف الكوادر الوطنية بالتعاون مع الجهات السعودية المختصة.
وأكد المدير الإقليمي لشركة “إيڤا فارما” في السعودية، أن الشركة تلتزم بخطة زمنية دقيقة تتضمن استكمال الإنشاءات وتوريد المعدات خلال الفترة من عام 2024 وحتى منتصف عام 2025، وسيلي ذلك بدء التشغيل التجريبي في الربع الأخير من عام 2025، وصولًا إلى التشغيل الكامل في بداية عام 2026، وذلك وفق أعلى معايير الجودة والتصنيع الدوائي العالمية.
اقرأ أيضًا.. مدينة الدواء المصرية تستهدف إنتاج نحو 200 مليون عبوة دوائية سنويًا في 2025
استثمارات ضخمة وتكنولوجيا متقدمة
أشار الدكتور طلعت إلى أن حجم الاستثمار الكلي للمجمع الصناعي يبلغ 500 مليون ريال سعودي، موضحًا أن الجزء الأكبر من هذا الاستثمار سيُخصص للمصانع المتقدمة تقنيًا، وأبرزها مصنع أدوية الأورام والمناعة، نظرًا لتعقيد العمليات وجودة التكنولوجيا المطلوبة، بالإضافة إلى مركز البحث والتطوير، باعتباره عنصرًا محوريًا في الابتكار والنمو المستدام.
توسع وتوطين ونقل للتكنولوجيا
لفت الدكتور طلعت إلى أن الشركة تتبنى خطة توسع تدريجية تشمل: نقل التكنولوجيا من شركاء عالميين، وإنشاء منظومة رقابة وجودة متقدمة، وتدريب كوادر سعودية مؤهلة لتشغيل تقنيات الأدوية المتقدمة.
وبيّن أن أبرز التحديات تشمل الجوانب التنظيمية والتقنية، قائلًا: “نواجهها بالشراكة الفعالة مع الجهات المعنية في المملكة، وتم تخصيص فريق عمل كامل على أعلى مستوى من الاحترافية والكفاءة لتقديم ملفات تسجيل الأدوية لهيئة الغذاء والدواء السعودية، والتي تقوم بدور رائد في تسهيل إجراءات تسجيل الأدوية الهامة والمبتكرة، علمًا بأن الهيئة حصلت مؤخرًا على مستوى النضج الرابع، وهو أعلى مستوى عالميًا”.
أهداف سوقية طموحة وتعزيز للأمن الدوائي
وأشار الدكتور طلعت إلى الأهداف السوقية للشركة، موضحًا أنها تهدف إلى تحقيق حصة سوقية تتراوح بين 5 و6% من سوق الأدوية السعودي بحلول عام 2030، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد من خلال تصنيع الأدوية الحيوية محليًا، والمساهمة في تعزيز الأمن الدوائي للمملكة.
شراكات محلية وتطوير سلاسل الإمداد
وأكد الدكتور طلعت على الأهمية الكبرى للتعاون المحلي، قائلًا: “نُولي التعاون المحلي أهمية كبرى من خلال تطوير سلاسل إمداد محلية للمواد الخام والتغليف، وإقامة شراكات في البحث والتطوير مع الجامعات السعودية ووزارة الصحة ومراكز الأبحاث المتخصصة، بالإضافة إلى دعم الموردين المحليين للوصول إلى أعلى معايير الجودة الدولية”.
وتابع: “نعمل على تنفيذ مشاريع توطين بالشراكة مع شركات وطنية في مجالات متعددة، منها التصنيع التشاركي للأدوية والمكونات الأساسية، وتأسيس خطوط إنتاج مشتركة ضمن مبادرات نقل المعرفة، ومساهمة الشركات السعودية في التوزيع والخدمات اللوجستية”.
وأضاف: “كما نعمل بشكل وثيق مع شركة “نوبكو” (الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية) وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية لتفعيل هذا التوجه الاستراتيجي”.
خطط تصديرية ورؤية إقليمية
استطرد الدكتور أمجد طلعت، فيما يخص التوسع الإقليمي، بأن “إيڤا فارما” ترحب بالشراكات المحلية والإقليمية لزيادة الإنتاج داخل المملكة، وتخطط لتصدير ما لا يقل عن 15% من الإنتاج إلى أسواق الخليج وشمال إفريقيا من خلال المكاتب العلمية وفرق الدعاية الطبية المنتشرة في أوروبا والشرق الأوسط.
وأردف: “نسعى لعقد شراكات استراتيجية تعزز مكانة السعودية كمركز صناعي دوائي في المنطقة”.
وكشف عن أهداف التوظيف قائلًا: “نستهدف توفير 800 فرصة عمل، ونطمح لأن تحظى المرأة السعودية بـ50% من هذه الفرص، إيمانًا منا بدورها الحيوي في تحقيق رؤية المملكة 2030”.
سجل “إيڤا فارما” في توطين صناعة الأدوية
واختتم الدكتور طلعت حديثه بالإشارة إلى سجل “إيڤا فارما” الحافل في توطين صناعة الأدوية، قائلًا: “نفخر بسجلنا الحافل في توطين صناعة الأدوية بالتعاون مع شركات عالمية رائدة، مثل Gilead Sciences، التي منحتنا حق تصنيع عقار “ريمديسيفير” خلال جائحة كورونا، ما جعلنا الشركة الوحيدة في الشرق الأوسط وأفريقيا التي تصنعه وتُصدره لأكثر من 120 دولة، منها أكثر من 300 ألف فيال إلى الهند”.
وأضاف: “كما حصلنا على موافقة شركة Eli Lilly العالمية لتصنيع الإنسولين محليًا في مصانعنا، وتوريده لأكثر من 60 دولة من الدول ذات الدخل المتوسط والمحدود، وهو ما يعكس كفاءة مصانعنا المعتمدة دوليًا، بما في ذلك من الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA)، ويؤهلنا لتصدير الأدوية إلى أكثر من 40 دولة أوروبية”.
اقرأ أيضًا.. مصر نحو الاكتفاء الذاتي بنسبة 95% من الدواء بـ5 مصانع جديدة.. تفاصيل