اتصالات سرية بين واشنطن وطهران.. هل تنجح صفقة ترامب في إنهاء حرب إيران وإسرائيل؟

في ظل تصاعد وتيرة القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن اتصالات مباشرة وسرية جرت بين واشنطن وطهران وبالتحديد بين مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة لاحتواء الموقف وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة.
وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن ثلاثة دبلوماسيين، فإن ويتكوف وعراقجي تحدثا هاتفيًا عدة مرات خلال الأيام الماضية، في اتصالات وصفها دبلوماسيون بأنها “الأهم منذ شهور”، وجاءت بعد أشهر من اللقاءات غير المباشرة التي جرت بين الطرفين منذ أبريل، في كل من سلطنة عمان وإيطاليا.
الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع، أكدوا أن إيران أبلغت الولايات المتحدة بأنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات النووية إلا إذا أوقفت إسرائيل هجماتها العسكرية، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق مؤخرا.
عرض جديد من واشنطن لـ طهران
وأشار أحد الدبلوماسيين إلى أن المحادثات تطرقت بشكل موجز إلى اقتراح أمريكي قدّمته واشنطن نهاية مايو الماضي، يتضمن إنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية، وهي مبادرة رفضتها طهران حتى الآن، لكنها لم تغلق الباب تمامًا أمامها.
ووفقًا لمصدر دبلوماسي من المنطقة على صلة وثيقة بطهران، فإن عراقجي أبلغ ويتكوف أن إيران “قد تبدي مرونة” في الملف النووي، إذا مارست واشنطن ضغطًا جديًا على إسرائيل لوقف الحرب، بينما أكد دبلوماسي أوروبي أن طهران أبدت استعدادًا للعودة إلى المحادثات النووية شريطة توقف الضربات الإسرائيلية.
بحث عقد لقاء مباشر بين ويتكوف وعراقجي
وفي تطور لافت، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي عن أن البيت الأبيض يبحث إمكانية عقد لقاء وجهاً لوجه هذا الأسبوع بين ويتكوف وعراقجي، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد يوازي في طموحه اتفاق 2015، لكنه يأخذ بعين الاعتبار المعطيات العسكرية المتدهورة في المنطقة.
ونقل الموقع عن أربعة مصادر أمريكية قولها إن اللقاء يأتي في إطار محاولة أخيرة من إدارة ترامب لتفادي الدخول في حرب مباشرة مع إيران، والتركيز بدلًا من ذلك على صفقة دبلوماسية قد توقف الانهيار المتسارع.
ترامب يلوّح بـ”القنابل الخارقة للتحصينات”
ونقل “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن القرار المرتبط باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات – التي تمتلكها واشنطن وتفتقدها تل أبيب – يمثل “نقطة ضغط حاسمة” يمكن أن تُجبر إيران على قبول اتفاق جديد.
وقال المسؤول إن ترامب لا يزال يرفض الانخراط العسكري المباشر في الهجمات الإسرائيلية، لكنه أوضح للمقربين منه أن “الهدف الأسمى” هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، سواء عبر الضغط أو عبر الوسائل العسكرية إذا فشلت الدبلوماسية.
وأضاف: “ترامب يفكر دائمًا بعقلية الصفقات، ويرى أن الوقت قد حان لاستخدام ورقة الضغط القصوى عبر التهديد بالقنابل الخارقة، لإجبار إيران على التفاوض من موقع ضعف”.
هل تسفر الضغوط عن اتفاق جديد بين واشنطن وطهران؟
بحسب أكسيوس حتى الآن، لا تزال طهران ترفض عقد اللقاء رسميًا، متمسكة بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي كشرط مسبق لأي محادثات. لكن مؤشرات الانفتاح التي نقلها دبلوماسيون مقربون من الطرفين توحي بأن مساحة المناورة لا تزال قائمة، وأن الطريق نحو صفقة محتملة لم يُغلق بعد.
ومع استمرار الضغط الإسرائيلي وازدياد الضربات المتبادلة، تزداد أهمية هذه الاتصالات باعتبارها واحدة من آخر محاولات تجنّب انفجار أوسع قد يجرّ المنطقة إلى حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
اقرا أيضا.. مستشفى “سوروكا” بين إيران وإسرائيل.. كيف اعترف نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في غزة؟