اتصالات مع ترامب وزعماء العالم.. هل تنجح السعودية في وقف الحرب بين إسرائيل وإيران؟

في محاولة جادة لكبح التصعيد العسكري المتفاقم بين إسرائيل وإيران، تسارعت التحركات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية،لمنع انزلاق الشرق الأوسط نحو مواجهة شاملة قد تكون الأخطر منذ عقود.
واستقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت، نظيره الألماني يوهان فاديفول في العاصمة الرياض، بعد أن قطع الأخير زيارته إلى إسرائيل متوجهاً إلى المملكة، لبحث تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران، وسط تحذيرات من اتساع رقعة النزاع.
وخلال اللقاء، بحث الجانبان جهود خفض التصعيد، وضرورة الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، بما يضمن تفادي تداعيات إضافية على أمن المنطقة.
اتصالات بن سلمان مع ترامب وماكرون
كما بحث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، وجورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية، التطورات التي تشهدها المنطقة بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
وناقش الأمير محمد بن سلمان معهم خلال اتصال هاتفي أجراه بترامب، الجمعة، وآخرين تلقاهما من ماكرون وميلوني، السبت، ضرورة ضبط النفس، وخفض التصعيد، وأهمية حل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية.
وأكد ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي أهمية استمرار العمل المشترك لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية أوروبا والعرب
بالتزامن، أجرى وزير الخارجية السعودي سلسلة اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية كل من العراق، وقبرص، وإسبانيا، واليونان، ناقش خلالها الأوضاع المتفجرة في الإقليم، بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، والردود المتوقعة من طهران.
بالإضافة لاتصالات رفيعة مع وزراء خارجية كل من الكويت وقطر ومصر وفلسطين والأردن، إضافة إلى إيران وبريطانيا والنرويج.
وبحثت الاتصالات التصعيد الأخير، وسبل دفع الأطراف نحو الحوار وتفادي الانجرار إلى حرب أوسع.
وكان الأمير فيصل بن فرحان قد زار لندن الجمعة، حيث التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في لقاء تناول العلاقات الثنائية، وركز بشكل خاص على التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وضرورة تحرك المجتمع الدولي لضمان أمن المنطقة.
اتصال مباشر مع إيران
في خطوة ذات دلالة خاصة، أجرى وزير الخارجية السعودي اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني عباس عراقجي، عبّر فيه عن إدانة المملكة الشديدة للاعتداء الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، ورفضها لاستخدام القوة كوسيلة لحل الخلافات.
وشدد الأمير فيصل على ضرورة اعتماد الحوار، ووقف الأعمال العسكرية التي تزعزع أمن المنطقة وتهدد الجهود الرامية لخفض التوتر.
السعودية تدعو لتحرك دولي فوري لوقف الحرب بين إيران وإسرائيل
السعودية، من جهتها، أصدرت بياناً رسمياً أعربت فيه عن “إدانتها واستنكارها الشديد” للاعتداءات الإسرائيلية التي تمس سيادة إيران وأمنها، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية”.
ودعت المملكة مجلس الأمن الدولي إلى “تحمل مسؤولياته” والعمل على وقف العدوان بشكل فوري، محذّرة من تداعيات توسع الحرب على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
الوساطة السعودية والمسؤولية الإقليمية
تأتي هذه التحركات في سياق دور سعودي متنامٍ في إدارة الأزمات الإقليمية، لا سيما في ظل الانسحاب التدريجي للقوى الغربية من خطوط التماس المباشر في الشرق الأوسط، واعتماد الأطراف المتنازعة على وسطاء إقليميين موثوقين.
ويطرح هذا الحراك تساؤلات مشروعة حول فرص نجاح السعودية في لجم التصعيد، خصوصاً وأن المملكة ترتبط بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف، بما في ذلك إيران وإسرائيل، وهو ما يمنحها هامش تحرك أوسع من غيرها.
هل تنجح السعودية في وقف الحرب بين إيران وإسرائيل؟
في ضوء ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير، تبرز الرياض كقوة توازن تبحث عن حلول سياسية بدل الانزلاق إلى مواجهات مدمرة.
لكن يبقى السؤال: هل تنجح السعودية في وقف التصعيد قبل فوات الأوان؟ الإجابة مرهونة بمدى تجاوب الأطراف الدولية والإقليمية، وقدرتها على تغليب صوت العقل على طبول الحرب.
اقرا أيضا: الحرب بين إسرائيل وإيران تحرق سوريا.. ما القصة؟