اتفاق تاريخي في سوريا.. دمج قسد في مؤسسات الدولة

أعلنت الرئاسة السورية توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.

وأوضحت الرئاسة أن الاتفاق جاء بعد اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، موضحة أن الاتفاق ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.

وقف إطلاق النار بين قسد وحكومة دمشق

وينص على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، وأن المجتمع الكردي أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور.

وأضافت الرئاسة أن الاتفاق ينص كذلك على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية.

وقالت مصادر صحفية إن رتلا من وزارة الدفاع السورية سيتوجه إلى الحسكة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن قوات وزارة الدفاع ستعمل على استلام السجون من قوات سوريا الديمقراطية.

عودة المهجرين وتأمين الحماية

من البنود الجوهرية الأخرى التي تناولها الاتفاق ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم، مع تأمين حماية الدولة لهم من أي اعتداءات قد تمارس ضدهم.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود التعويض عن سنوات النزاع والهجرات القسرية التي شهدتها البلاد، كما تسعى إلى إعادة الطمأنينة والأمن إلى المواطنين الذين طالما عاشوا في ظل المخاطر والاضطرابات.

رفض الفتنة وتعزيز الحوار الوطني بين قسد ودمشق

يؤكد الاتفاق على ضرورة رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين مختلف مكونات المجتمع السوري. ويتجلى ذلك في التأكيد على أن الحل السياسي المبني على التفاوض الجاد والحوار البنّاء هو السبيل الوحيد لتحقيق توافق وطني يضمن استقرار البلاد.

ومن هذا المنطلق، يُبرز الاتفاق التزام الأطراف السورية بإيجاد أرضية مشتركة تسهم في إنهاء الصراعات وتحقيق الوحدة الوطنية.

تحديات تواجه الاتفاق

على الرغم من الطابع التاريخي لهذا الاتفاق، تبقى عدة تحديات تواجه تطبيقه على أرض الواقع. إذ يتعين على الجهات المعنية وضع آليات واضحة وفعّالة لرصد تنفيذ البنود المختلفة، مع ضمان التزام جميع الأطراف بما نص عليه الاتفاق.

كما تبرز أهمية التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية التي لها دور فعال في دعم استقرار سوريا، خاصةً في ظل الضغوط الخارجية التي قد تؤثر على مسار العملية الانتقالية.

في هذا السياق، تبرز الدعوات المتبادلة بين قادة القوى السورية لتوحيد الجهود وتحقيق مصالح وطنية شاملة تخدم مستقبل سوريا.

بداية جديدة في سوريا

وفق مراقبين يُعد هذا الاتفاق خطوة نحو بداية فصل جديد في تاريخ سوريا، حيث تتلاقى آمال الشعب في تحقيق الوحدة والاستقرار مع التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه البلاد.

وستكون القدرة على تحويل هذا الاتفاق التاريخي إلى واقع ملموس عاملًا حاسمًا في إعادة بناء الدولة السورية ومواصلة مسيرة الإصلاح الشامل.

اقرأ أيضًا: أقرب إلى انقلاب منظم.. تفاصيل جديدة حول بداية الأحداث في الساحل السوري

زر الذهاب إلى الأعلى