اتفاق قسد ودمشق.. كواليس زيارة سرية ودور أمريكي مفصلي في سوريا

كشفت تقارير سورية عن تفاصيل جديدة تتعلق باتفاق قسد ودمشق الذى تم توقيعه أمس بين الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، جاء بدفع مباشر من الولايات المتحدة.
وأشارت المصادر إلى أن قيادات عسكرية أمريكية في سوريا أبدت خلال الأشهر الأخيرة نية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواتها من البلاد في المستقبل القريب، وهو ما سرّع من وتيرة المفاوضات بين الجانبين.
مظلوم عبدي في دمشق
وفق مصادر صحفية سورية فقد تم التوصل إلى الصيغة النهائية للاتفاق في 20 فبراير الماضي، بعد زيارة سرية للقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إلى دمشق على متن طائرة أمريكية.
وتضيف المصادر أن عبدي حظي باستقبال رسمي من قبل المسؤولين السوريين، مما عكس جدية الطرفين في التوصل إلى تفاهمات بعيدة المدى.
موقف دمشق من الاتفاق مع قسد
خلال جلسات التفاوض، شدد الرئيس أحمد الشرع على رفض أي صيغة تقوم على المحاصصة، مؤكداً أن الدولة السورية منفتحة على إدراج ضمانات للحقوق اللغوية والثقافية للكرد السوريين ضمن الدستور.
وأكدت مصادر رسمية أن دمشق لم تكن لتقبل بأي اتفاق يمس بسيادة الدولة أو يمنح وضعاً خاصاً لمناطق شمال شرقي البلاد.
أبرز بنود الاتفاق بين قسد ودمشق
أعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية عن توقيع الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، والذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض أي محاولات للتقسيم.
الاتفاق، الذي وقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، تضمن ثمانية بنود رئيسية، أبرزها ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل السياسي والمشاركة في مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة، والاعتراف بالمجتمع الكردي كمكوّن أصيل في الدولة السورية وضمان حقوقه الدستورية والمواطنة، ووقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية.
بالإضافة لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، مع ضمان عودة جميع المهجرين السوريين إلى مناطقهم مع توفير الحماية اللازمة لهم.
ردود فعل دولية بعد اتفاق قسد ودمشق
لقي الاتفاق ردود فعل إيجابية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث رحبت وزارة الخارجية القطرية بهذه الخطوة، معتبرةً أنها تمثل “خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار في سوريا”.
وأضافت الوزارة في بيانها أن “استقرار سوريا وازدهارها يتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد”، مشددةً على أهمية هذه الخطوة في تحقيق الأمن وإرساء دعائم الاستقرار على المستوى الوطني.
مستقبل الاتفاق
يرى مراقبون أن الاتفاق بين دمشق وقسد يشكل تحولاً مهماً في المشهد السوري، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.
اقرأ أيضًا: اتفاق تاريخي في سوريا.. دمج قسد في مؤسسات الدولة
ويؤكد خبراء أن نجاح الاتفاق يتوقف على تنفيذ بنوده على الأرض، وضمان استمرارية الحوار بين الطرفين لمواجهة أي عقبات مستقبلية.