احتفالات في طهران وتل أبيب.. من خسر الحرب بين إيران وإسرائيل؟

في مشهد غير مألوف، خرجت الجماهير في كل من طهران وتل أبيب للاحتفال بـ”النصر” بعد 12 يوماً من أعنف مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل منذ عقود.

هدنة هشة دخلت حيّز التنفيذ صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، وسط صيحات النصر في العاصمتين لكن خلف الأهازيج واللافتات، يبقى السؤال الكبير: من الخاسر الحقيقي؟

إسرائيل تزعم نزع أنياب المشروع النووي لـ إيران

من وجهة النظر الإسرائيلية، جاءت الحرب فرصة لضرب ما وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ”الخطر الوجودي الإيراني”، فبعد قبول تل أبيب بالمقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار، أعلن نتنياهو أن الجيش “حقق كل الأهداف”، وفي مقدمتها تقويض البرنامج النووي الإيراني.

رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير ذهب أبعد من ذلك حين قال إن إسرائيل “أعادت المشروع النووي الإيراني سنوات إلى الوراء”، مؤكداً أن بلاده “ستتحرك بالحدة نفسها لإحباط أي محاولة لإعادة بنائه”.

إيران: أوقفنا الحرب وأجبرنا العدو على التراجع

على الجهة الأخرى، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته “لقّنت العدو درساً لا يُنسى”، بينما اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده أجبرت إسرائيل على إنهاء الحرب “بشكل أحادي”، معلناً التزام طهران بوقف إطلاق النار ما لم يُخرق من الجانب الآخر.

الحرس الثوري تحدّث عن استهداف مراكز عسكرية إسرائيلية “حساسة”، واعتبر أن صواريخ إيران ومسيّراتها أثبتت قدرتها على الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة.

ترامب يتوسط ثم ينتقد

من جانبه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن وقف “كامل وشامل” لإطلاق النار، لكنه سرعان ما هاجم الطرفين قائلاً إنهما “لا يعرفان ما يفعلانه”، في انتقاد نادر شمل حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه.

وقال ترامب للصحفيين: “يجب أن أجعل إسرائيل تهدأ الآن”.

تصريحاته كشفت عن حجم الارتباك الذي رافق الاتفاق، حيث لم تُكشف أي تفاصيل عن شروطه، ولا عن مستقبل المحادثات النووية التي توقفت منذ أكثر من عام.

من خسر حقاً بين إيران وإسرائيل؟

في حسابات الأرض والعتاد، تشير التقديرات الأولية إلى أن إيران فقدت أجزاء من بنيتها التحتية النووية والعسكرية، وتكبدت خسائر اقتصادية بسبب الضربات الدقيقة التي طالت منشآت حساسة.

أما إسرائيل، فرغم تفوقها الجوي، تعرضت لهجمات بالصواريخ والمسيّرات طالت مناطق في الشمال والجنوب، وهو ما لم تعهده منذ حرب 2006.

الخسارة السياسية قد تكون متبادلة أيضاً فإيران تُواجه الآن تحديات داخلية لإعادة بناء ما تم تدميره، وسط ضغوط غربية قد تتصاعد.

إسرائيل تواجه انتقادات داخلية بسبب التوقيت السياسي للحرب، واتهامات بأنها ورّطت نفسها في مواجهة مفتوحة دون حلفاء إقليميين فعليين.

نهاية الجولة… وبداية مرحلة جديدة؟

رغم الاحتفالات، تبدو الهدنة هشة للغاية. صافرات الإنذار لم تختفِ تماماً من سماء إسرائيل، والانفجارات شمال إيران ما زالت غامضة. كلا الطرفين أعلن استعداده للرد في حال تم خرق الاتفاق، ما يعني أن الوضع لا يزال قابلاً للاشتعال.

الطرفان خرجا بمكاسب دعائية… لكن لا أحد خرج منتصراً بالكامل. والهدوء الحالي قد لا يكون سوى استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد.

وفق مراقبون فالاحتفالات في طهران وتل أبيب لا تُخفي حقيقة أن الحرب لم تُحسم. كل طرف ادّعى النصر… لكن الخسارة الكبرى قد تكون في مكان آخر ثقة الشعوب، واستقرار المنطقة، ومستقبل الأمن النووي في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا 

يكفي لـ10 قنابل نووية.. كيف نجحت إيران في حماية اليورانيوم المخصب من هجمات إسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى