احذروا الاحتيال الإلكتروني.. كيف يمكن لرابط غريب عبر واتس آب أن يكلفك كل أموالك
السرقة بالسطو والاحتيال عبر الإنترنت: الجناة الرئيسيون
وفقًا للاستطلاع، برزت السرقة بالسطو والاحتيال عبر الإنترنت كاثنين من أكثر الجرائم شيوعًا التي واجهها الضحايا عامي 2023، و2024. يعكس هذان النوعان من الجرائم المشهد المتطور للنشاط الإجرامي، حيث شهدت السرقة بالسطو زيادة طفيفة في العام الماضي.
في غضون ذلك، أصبحت عمليات الاحتيال عبر الإنترنت أكثر تعقيدًا بشكل ملحوظ، مع وجود تقنيات جديدة وعمليات احتيال أكثر تعقيدًا تؤثر على عدد متزايد من الأفراد.
بلغ معدل الضحايا لهذا العام 5.9%، بزيادة بنسبة 0.5% عن عام 2022. ورغم أن هذا قد يبدو صغيرًا، إلا أنه يعكس اتجاهًا أوسع لمعدلات الجريمة التي يبدو أنها تتجه نحو الارتفاع.
أبلغ 75% من الضحايا عن الجريمة إلى أجهزة إنفاذ القانون، ومن بينهم، أعرب 53% عن رضاهم عن كيفية التعامل مع قضيتهم. وهذا جدير بالملاحظة بشكل خاص لأنه يوضح الثقة المستمرة التي يضعها العديد من المواطنين الأيرلنديين في إنفاذ القانون المحلي، على الرغم من التحديات.
اقرأ أيضًا: بوساطة مصر.. حماس وفتح تتفقان على تشكيل لجنة لإدارة غزة بعد الحرب
الثقة العامة في إنفاذ القانون: نظرة إيجابية وسط ارتفاع الجرائم
على الرغم من ارتفاع معدلات الجريمة، ظلت وجهة نظر الجمهور تجاه أجهزة إنفاذ القانون، إيجابية إلى حد كبير. وأفادت نسبة عالية من الشباب (90%) بالثقة في قوة الشرطة، بينما شعر 87٪ من المستجيبين بأن الضباط سيعاملونهم باحترام. وبالمثل، أعربت أغلبية كبيرة من البالغين (73%) عن رضاهم عن الخدمات التي تقدمها الشرطة.
ومع ذلك، كشف الاستطلاع أيضًا عن بعض المجالات المثيرة للقلق. ففي حين كانت ثقة الجمهور في الشرطة المحلية ثابتة، انخفض معدل الرضا قليلاً بنسبة 2% عن عام 2022. وهذا يشير إلى أنه في حين يقدر الناس عمومًا العمل الذي تقوم به أجهزة إنفاذ القانون، إلا أن هناك مجالًا للتحسين من حيث الاستجابة والشفافية.
المخاوف بشأن الجريمة: الخوف والتأثير على الحياة اليومية
عندما يتعلق الأمر بالسلامة الشخصية، شعر معظم المستجيبين بالأمان نسبيًا، حيث أفاد 53% أنهم “ليس لديهم مخاوف” أو “مخاوف قليلة جدًا” بشأن الجريمة. والجدير بالذكر أن 42% من المستجيبين لم يقلقوا بشأن أن يصبحوا ضحايا، على الرغم من أن المخاوف بشأن الآخرين في أسرهم، وخاصة الأطفال، ظلت أعلى.
ومع ذلك، فإن هذه الأرقام المطمئنة تخفي اتجاهًا أساسيًا: لا يزال الخوف من الجريمة يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للأفراد، وخاصة بين كبار السن والمواطنين غير الأيرلنديين.
يبدو هذا الخوف غير متناسب مع معدلات الضحايا الفعلية، مما يشير إلى أن التقارير الإعلامية والتصورات المجتمعية قد تعمل على تضخيم المخاوف بما يتجاوز ما تشير إليه إحصاءات الجريمة.
منظور عالمي بشأن الاحتيال عبر الإنترنت: التهديدات المتزايدة
بالتوازي مع هذه المخاوف العالمية، تستمر الاتجاهات العالمية في الجريمة عبر الإنترنت في التصاعد. استهدفت عملية الإنتربول HAECHI V سبعة أنواع من الاحتيال الإلكتروني عام 2023، بما في ذلك التصيد الصوتي، والاحتيال الرومانسي عبر الإنترنت، والاحتيال عبر البريد الإلكتروني التجاري.
أسفر هذا الجهد الدولي عن أكثر من 5500 اعتقال ومصادرة أكثر من 400 مليون دولار من الأصول الافتراضية. والجدير بالذكر أن عصابة التصيد الصوتي التي تم تفكيكها أثناء العملية كانت مسؤولة عن خسائر بقيمة 1.1 مليار دولار، مما أثر على أكثر من 1900 ضحية.
مع تزايد انعدام الحدود وتعقيد الجرائم الإلكترونية، أصبحت الحاجة إلى التعاون الدولي في مكافحة هذه التهديدات أكثر وضوحًا. وأكد فالديسي أوركيزا، الأمين العام للإنتربول، أن التعاون بين الدول ووكالات إنفاذ القانون هو المفتاح لمعالجة هذا التحدي المتزايد.
وفقًا لأوركيزا، فإن الجرائم التي يتم تمكينها عبر الإنترنت ليست مدمرة ماليًا فحسب، بل إنها تقوض الثقة في الأنظمة الرقمية والمالية في جميع أنحاء العالم.
التقدم التكنولوجي يغذي الاحتيال
أحد أهم النتائج التي توصل إليها تقرير Veriff 2025 Identity Fraud هو التطور السريع لتكتيكات الاحتيال، وخاصة الاحتيال بانتحال الشخصية.
لقد مكنت عمليات التزييف العميق والذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية الأخرى المحتالين من صياغة عمليات احتيال أكثر إقناعًا وتطورًا. هذه الهجمات، التي تمثل 82٪ من محاولات الاحتيال، آخذة في الارتفاع، مع انتشار أساليب جديدة مثل هجمات الخصم في المنتصف.
يسلط التقرير الضوء على أن منصات التجارة الإلكترونية تظل هدفًا أساسيًا، حيث تبلغ معدلات الاحتيال 18 ضعف المتوسط العالمي. كما لوحظ انتشار الاستيلاء على الحسابات والاحتيال متعدد الحسابات باعتبارهما اتجاهين رئيسيين لعام 2024، حيث شهد كلا النوعين من الاحتيال زيادات كبيرة في الحوادث مقارنة بالعام السابق.
رأي الخبراء: دعوة لمزيد من اليقظة والإصلاح
أكد خبراء، مثل إيرا بوندر، مدير مجموعة الاحتيال الأول في فيريف، على أهمية بقاء الشركات والأفراد يقظين ضد تكتيكات الاحتيال الناشئة. لقد سهلت الوتيرة السريعة للابتكار التكنولوجي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، على المحتالين استغلال نقاط الضعف في مختلف الصناعات.
وأكد بوندر أن الشركات يجب أن تتكيف مع استراتيجيات منع الاحتيال الخاصة بها للبقاء في طليعة هذه الهجمات المتطورة بشكل متزايد.
نظرًا لهذه الاتجاهات المزعجة، هناك دعوة متزايدة إلى أنظمة أكثر قوة للتحقق من الهوية ومنع الاحتيال، وخاصة في المعاملات عبر الإنترنت.
بالنسبة للمستهلكين، يوصي الخبراء باستخدام طرق الدفع الآمنة، والتحقق من مواقع الويب قبل إجراء عمليات الشراء، والحذر من الصفقات التي تبدو جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها، وخاصة خلال المواسم عالية المخاطر مثل الجمعة السوداء ومبيعات العطلات.