شهدت كابريكورن إنرجي، شركة استكشاف النفط والغاز البريطانية، ارتفاعًا حادًا في قيمة أسهمها بعد إصدار نتائج النصف الأول الرائعة لعام 2024، بفضل استئناف أنشطتها الاستثمارية في مصر.
بحسب تقرير موقع لندن سوث إيست، ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 6.9٪ إلى 232 بنسًا، لتستمر في ارتفاع بنسبة 37٪ منذ بداية العام. ويعزى هذا الزخم الإيجابي في المقام الأول إلى استئناف أنشطتها الاستثمارية في مصر، وهي سوق حيوية للشركة، وتحسن تحصيلات النقد من الحكومة المصرية.
ارتفعت إيصالات الشركة النقدية إلى 93 مليون دولار في النصف الأول من عام 2024، وهو تحسن كبير من 50 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2023. مكن هذا التعزيز كابريكورن من تعزيز قدرتها الإنتاجية واستئناف حفر التطوير، مما أدى إلى أداء قوي للأصول.
أقرا ايضا.. سلطان فنتشرز الأمريكية تستحوذ على أكاسيا جروب المصرية لتغزو أفريقيا
أكد الرئيس التنفيذي لشركة كابريكورن راندي نيلي أن الشركة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها الإنتاجية للعام بأكمله والتي تتراوح بين 20 ألف إلى 24 ألف برميل مكافئ نفطي يوميًا، وهو ما يعكس التزام الشركة بتحسين الإنتاج في مصر.
وأشار نيلي إلى أن “تعظيم قيمة الشركة كان القوة الدافعة وراء إعادة هيكلة الأعمال التجارية في أوائل العام الماضي، وقد حولت هذه الاستراتيجية كابريكورن إلى منتج طاقة يركز على التدفق النقدي كما هي اليوم”.
التعاون الاستراتيجي والتوقعات المتفائلة
كان التعاون الوثيق بين كابريكورن وشريكتها التشغيلية، شيرون، والهيئة المصرية العامة للبترول (EGPC) عاملاً أساسيًا في قدرتها على تحسين الإنتاج في مصر. وتركز هذه الشراكة على مراجعة شروط عقود تقاسم الإنتاج لمزيد من تحرير القيمة من موارد النفط والغاز في مصر. وأعرب نيلي عن تفاؤله بشأن هذا الانخراط المستمر، حيث اعتبره حافزًا لتحسين كل من الناتج الإنتاجي والربحية.
إن التركيز الاستراتيجي للشركة على مصر يؤتي ثماره، حيث بلغ متوسط مستويات الإنتاج لعام 2024 نحو 24700 برميل نفط مكافئ يوميًا، متجاوزًا بذلك توقعاتها حتى الآن. وعلى الرغم من انخفاض الإيرادات بنسبة 18% – من 98.8 مليون دولار في عام 2023 إلى 80.8 مليون دولار هذا العام – فقد تحولت الشركة إلى تحقيق ربح في النصف الأول بلغ 16.4 مليون دولار، وهو تناقض صارخ مع الخسارة البالغة 37 مليون دولار التي سجلتها في نفس الفترة من العام الماضي.
الأداء المالي واستقرار التدفق النقدي
يعد التحول المالي لشركة كابريكورن إنجازًا ملحوظًا، حيث أعلنت الشركة عن تحقيق ربح بعد الضريبة بلغ 1.8 مليون دولار للنصف الأول من عام 2024، مقارنة بخسارة بلغت 65 مليون دولار في العام السابق. إن قدرة الشركة على تحقيق ربح قبل الضريبة والحفاظ على مستويات إنتاج قوية، حتى في مواجهة انخفاض الإيرادات، تؤكد نجاح جهود إعادة الهيكلة الاستراتيجية.
إن العامل الرئيسي وراء تحسن الأداء المالي لشركة كابريكورن هو “التحسن المادي” في تحصيلات النقد من الحكومة المصرية، حيث أصبحت المدفوعات أكثر اتساقًا. وذكر نيلي أن هذا الانتظام في التدفق النقدي “يمنحنا الثقة في أن كابريكورن ستواصل تحصيل المستحقات مع تقدمنا إلى الأمام مع التركيز على تعزيز الإنتاج وتحسين الأصول وخلق القيمة”.
إن الميزانية العمومية القوية لشركة كابريكورن، بدعم من 72 مليون دولار من الإيصالات الطارئة والمؤجلة، تضع الشركة في وضع يسمح لها بإعطاء الأولوية لعائدات المساهمين واستكشاف فرص النمو الإضافية. كما تتطلع الشركة إلى ما هو أبعد من مصر، وتستهدف خلق القيمة في بحر الشمال في المملكة المتحدة، والذي يعتقد نيلي أنه سيعزز ربحية كابريكورن على المدى الطويل.
رحب خبراء الصناعة إلى حد كبير بعودة كابريكورن، حيث استشهد العديد منهم بإعادة الهيكلة الناجحة للشركة والتركيز على التدفق النقدي كمحركين رئيسيين لانتعاشها. يرى المحللون أن السوق المصرية تمثل أصلًا استراتيجيًا، خاصة بالنظر إلى قدرة كابريكورن على الاستفادة من تحصيلات النقد المحسنة والسياسات الحكومية المواتية. ومن خلال استئناف الاستثمار في مصر، تعمل كابريكورن على تأمين مكانتها كلاعب رئيسي في صناعة النفط والغاز في المنطقة، مما يضمن الإنتاج المستدام والنمو الطويل الأجل.
علق محلل الطاقة جون هيويسون قائلاً: “إن قرار كابريكورن بالتركيز على مصر، وهي دولة ذات احتياطيات هائلة غير مستغلة من النفط والغاز، هو خطوة ذكية. إن قدرتها على تأمين مدفوعات منتظمة من الحكومة المصرية، إلى جانب خطة إعادة الهيكلة المنفذة جيدًا، قد وضعتها في وضع يسمح لها بمزيد من النجاح على المدى القصير والطويل”.
زخم إيجابي في عام 2024 وما بعده
يمثل أداء كابريكورن إنرجي في النصف الأول من عام 2024 نقطة تحول مهمة للشركة. فمن خلال إعادة الهيكلة الناجحة والاستثمارات الاستراتيجية في مصر والصحة المالية المحسنة، مهدت كابريكورن الطريق للنمو المستمر.
