ارتفاع أسعار النفط مع مطالبة ترامب إيران بالاستسلام.. تصريح يفاقم التوتر

ارتفعت أسعار النفط الأمريكي بأكثر من 4% يوم الثلاثاء، لتصل إلى حوالي 75 دولارًا للبرميل، حيث قيّم المتداولون احتمال تورط أمريكي أعمق في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.

وفقا لتقرير نيويورك تايمز، يُمثل هذا الارتفاع الحاد أعلى مستوى لعقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة منذ يناير، مما يُبرز مدى سرعة تأثير المخاطر الجيوسياسية على أسواق الطاقة العالمية.

جاء ارتفاع الأسعار بعد أيام من الهدوء النسبي، حتى مع تأثير الأعمال العدائية العسكرية بين إسرائيل وإيران على العديد من منشآت الإنتاج والمعالجة.

رغم أهمية هذه الاضطرابات، إلا أنها لم تُسبب بعد انقطاعات كبيرة في تدفقات الطاقة العالمية، مما سمح للأسعار بالبقاء دون 72 دولارًا للبرميل في بداية الأسبوع. ومع ذلك، فقد تغير مزاج السوق بشكل كبير بعد تصريحات البيت الأبيض.

تصريحات ترامب تُفاقم التوتر

أججت تصريحات الرئيس ترامب يوم الثلاثاء حالة من عدم اليقين في الأسواق المتوترة أصلًا. ففي منشورٍ مُوجّه على مواقع التواصل الاجتماعي، طالب ترامب إيران بـ”الاستسلام”، مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة على علم بمكان وجود المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، لكنه أوضح قائلًا: “لن نُقصيه (نُقتله!)، على الأقل في الوقت الحالي”.

تزامنت لهجة الرئيس القوية مع اجتماعٍ رفيع المستوى لفريقه للأمن القومي في البيت الأبيض، مما زاد من التكهنات بإمكانية تصعيد الولايات المتحدة لدورها في المنطقة.

في غضون ساعات، ارتفعت أسعار النفط، مُستقرةً عند أعلى مستوياتها منذ يناير، مُرتفعةً بنحو 10 دولارات للبرميل عن الأسبوع السابق.

أسعار النفط
بيانية توضيحية لنيويورك تايمز

محللون يُقيّمون مخاطر انقطاع الإمدادات

يُحذّر مُحللو الطاقة من أن أسواق النفط قد تشهد تقلباتٍ أكبر إذا انتقلت الولايات المتحدة من التصريحات إلى الأفعال. إن حملة قصف محتملة ضد إيران، أو ضربات إسرائيلية تستهدف البنية التحتية الرئيسية للطاقة الإيرانية – مثل محطة تصدير جزيرة خرج – قد تدفع طهران إلى الرد على تدفقات الطاقة عبر الخليج العربي.

أوضح كلايتون سيجل، الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في تحليل حديث: “إن السيناريو الأكثر ترجيحًا للاضطراب، في حال حدوثه، هو ضربة إسرائيلية أولى على الصادرات الإيرانية، مما يستفز طهران للرد على تدفقات الطاقة في منطقة الخليج العربي”.

أقرا أيضا.. واتس آب يغتال قادة إيران تباعًا وطهران تنتبه أخيرًا وتحذر شعبها| القصة كاملة

مضيق هرمز: نقطة الاختناق النفطية العالمية

يمنح الموقع الجغرافي لإيران نفوذًا في سوق النفط. تقع البلاد على الساحل الشمالي لمضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق يربط الخليج العربي بخليج عُمان، ويمر عبره ما يقرب من خُمس إمدادات النفط العالمية يوميًا.

بينما يقول الخبراء إن إيران ستواجه صعوبة في إغلاق المضيق بالكامل لفترة طويلة، إلا أنها قد تُعطّل حركة ناقلات النفط من خلال مضايقتها أو التدخل في أنظمتها الملاحية – وهو خطر قد يُعرّض صادرات النفط من قوى إقليمية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للخطر، ويؤثر على كبار مستوردي الطاقة مثل الصين والهند.

التأثير العالمي خارج الخليج

على الرغم من أن الولايات المتحدة تستورد حاليًا كميات قليلة نسبيًا من النفط من منطقة الخليج، إلا أن أسواق الطاقة لا تزال مترابطة بشكل وثيق. أي خلل كبير في سلسلة إمدادات الخليج سينعكس بسرعة على الأسعار العالمية، مما يؤثر على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

ما دام شبح حرب أوسع نطاقًا يلوح في الأفق في الشرق الأوسط، سيراقب التجار وصانعو السياسات كلًا من واشنطن وطهران بحثًا عن أي مؤشرات على التصعيد – ومن المرجح أن تظل أسواق النفط متقلبة.

زر الذهاب إلى الأعلى